جمعية ناوص تنخرط في الحملة الوطنية
نظمت جمعية ناوص للنساء والأطفال في وضعية صعبة، لقاء تحسيسي حول الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة في المغرب، الذي إحتضنته دار الشباب 3 مارس سوق أربعاء الغرب، وذلك يوم الخميس 29 ماي الجاري على الساعة الثالثة بعد الزوال، بحضور وازن ممثل المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، ممثلة وكالة التنمية الاجتماعية بالقنيطرة، أخصائية نفسية إكلينيكية، محامي بهيئة القنيطرة وفعاليات المجتمع المدني.
حملة مفصلية لتغيير النظرة المجتمعية
مثلت الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة في المغرب، التي أطلقتها وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بشراكة مع فعاليات من المجتمع المدني والقطاع الخاص، منعطفا مفصليا في مسار النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، لم تكن مبادرة توعوية عابرة، بل جاءت كصرخة مجتمعية واعية، تسعى إلى تقويض المفاهيم المغلوطة، وتفكيك الصور النمطية الراسخة، بما يفضي إلى ترسيخ ثقافة التقبل، والتأسيس لوعي مجتمعي أكثر انفتاحاً وإنصافا.
نحو وعي مجتمعي دامج وعادل
يأتي إطلاق هذه الحملة في سياق وطني ودولي متطور، حيث صادقت المملكة المغربية على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مما ألزمها ببلورة سياسات وبرامج وطنية تترجم مقتضيات هذه الاتفاقية إلى واقع ملموس، والسعي لتحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، أبرزها:
*تغيير النظرة المجتمعية:
كانت من أهم أهداف الحملة هو تحويل النظرة التقليدية السلبية التي تختزل الإعاقة في مجرد عجز أو قضاء وقدر، إلى نظرة إيجابية تعتبرها جزءا من التنوع البشري، وتبرز قدرات وإمكانيات الأشخاص في وضعية إعاقة.
*تعزيز الوعي بالحقوق:
ركزت الحملة على إذكاء الوعي بالحقوق الأساسية للأشخاص في وضعية إعاقة، كالحق في التعليم، والصحة، والعمل، والمشاركة السياسية، والنفاذ إلى الفضاءات والمرافق العمومية، وغيرها من الحقوق التي تضمن لهم العيش بكرامة والمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع.
*تشجيع الدمج الشامل:
عملت الحملة على الترويج لمفهوم الدمج الشامل في مختلف المجالات، بدءا من الأسرة والمدرسة، وصولا إلى سوق الشغل والفضاء العام، وذلك لضمان عدم إقصاء الأشخاص في وضعية إعاقة وتوفير الفرص المتساوية لهم.
*محاربة التمييز والوصم:
سعت الحملة إلى التصدي للتمييز والوصم الذي يتعرض له الأشخاص في وضعية إعاقة، ورفع مستوى الوعي بالآثار السلبية لهذه الممارسات على حياتهم وكرامتهم.
*تحفيز المبادرات الإيجابية:
تهدف الحملة أيضاً إلى تحفيز الأفراد والمؤسسات والفاعلين في المجتمع المدني على اتخاذ مبادرات إيجابية تدعم الأشخاص في وضعية إعاقة وتساهم في تحسين جودة حياتهم.
خطاب توعوي رسائل ومقاربات
اعتمدت جمعية ناوص للنساء والأطفال في وضعية صعبة، خلال مشاركتها في هذه الحملة التحسيسية، مقاربة تواصلية متعددة الأبعاد، حرصت من خلالها على إيصال رسائلها بأسلوب بسيط وواضح يرتكز على قيم الكرامة والحقوق الإنسانية. وسعت الجمعية إلى تسليط الضوء على الطاقات الكامنة لدى الأشخاص في وضعية إعاقة، وإبراز مساهماتهم الفعلية في المجتمع، في محاولة لتفكيك الصور النمطية السائدة وتغيير النظرة التقليدية التي تختزل الإعاقة في العجز. كما تميز خطابها بالابتعاد عن لغة الشفقة أو الإقصاء، مع التركيز على ضرورة دمج هذه الفئة ضمن نسيج مجتمعي أكثر إنصافا وشمولا.
الآثار والتحديات
لا شك أن الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة قد خلقت دينامية إيجابية في المجتمع المغربي، وساهمت في فتح نقاش عمومي حول قضايا الإعاقة، ودفعت بالعديد من المبادرات التشريعية والتنظيمية لتحسين أوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة، كما ساهمت في تغيير بعض السلوكيات السلبية وتكسير بعض الحواجز النفسية، ولا زال الطريق لمجتمع دامج بالكامل مليئا بالتحديات، وهناك حاجة إلى:
_تعزيز الإطار التشريعي والتنظيمي: لضمان تنفيذ فعال للقوانين المتعلقة بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
_توفير الولوجيات الشاملة: في جميع الفضاءات والمرافق العمومية والخاصة.
_تطوير الخدمات الأساسية: في مجالات الصحة، والتعليم، والتأهيل المهني.
_مكافحة الصورة النمطية والتمييز: بشكل مستمر ومن خلال حملات توعوية متجددة.
_تمكين الأشخاص في وضعية إعاقة: ليكونوا فاعلين أساسيين في بلورة السياسات والبرامج التي تعنيهم.
التنوع قوة مجتمعية
تبقى الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة في المغرب نقطة انطلاق هامة، تؤكد على التزام المملكة بالنهوض بحقوق هذه الفئة من المجتمع، ودعوة مستمرة للجميع، أفرادا ومؤسسات، للمساهمة في بناء مجتمع أكثر عدلا وإنصافا، مجتمع يتقبل التنوع، ويحتفي بالقدرات، ويضمن لجميع أفراده العيش بكرامة ومساواة، دون تمييز أو إقصاء.














