عيد الاستقلال ملحمة تاريخية وذاكرة وطنية
احتضنت عمالة إقليم القنيطرة، صباح اليوم الثلاثاء 18 نونبر، المراسم الرسمية لإحياء الذكرى السبعين لعيد الاستقلال، في أجواء طبعتها روح الإفتخار واستحضار الذاكرة الوطنية بما تحمله من رمزية عميقة في وجدان المغاربة.
تكريم وطني يجسد تلاحم العرش والشعب
إستهلت الفعاليات بحضور شخصيات مدنية وعسكرية على الساعة العاشرة، إيذانا ببدء احتفال يختزل سبعة عقود من الكفاح الوطني ومسار بناء الدولة الحديثة، وقد شهد الحفل، الذي أشرف عليه عامل إقليم القنيطرة عبد الحميد المزيد، في محطته الأولى، تسليم الأوسمة الملكية لفائدة عدد من الأطر والإداريين، تقديرا لخدماتهم وتفانيهم في أداء مهامهم، فقد نالت:
_مهندسة بقسم التعمير والبيئة بعمالة إقليم القنيطرة وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة.
_فيما حصل متصرف بالسوق الأسبوعي الثلاثاء الغرب، على وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى.
_كما تم توشيح أستاذ جامعي بكلية العلوم بجامعة ابن طفيل بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة.
_إضافة منح التقني بكلية العلوم بالجامعة ذاتها، وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى.
وتلت مراسم التوشيح لحظة تحية العلم الوطني على الساعة العاشرة والنصف، ضمن مشهد يجسد تلاحم العرش والشعب، ويعيد إلى الواجهة قيم التضحية والصمود التي صنعت مسار التحرير ورسخت أسس المغرب المستقل، وقد شكل هذا الطقس الوطني علامة فارقة ضمن احتفال يعيد قراءة الذاكرة الجماعية للمغاربة، ويؤكد استمرار الوفاء لروح النضال الذي قاد إلى ميلاد الدولة الحديثة تحت راية السيادة الوطنية.
وطن يحتفي بمسار التحرير
تتواصل عبر ربوع المملكة الاحتفالات بهذه المناسبة الخالدة التي تجسد وحدة العرش والشعب، من طنجة إلى الكويرة، من خلال مهرجانات خطابية وندوات فكرية تحتضنها المؤسسات والهيئات المدنية، وتتضمن هذه اللقاءات عروضا تاريخية وشهادات حية تستعرض مسار الكفاح الوطني الذي قاده بطل التحرير جلالة الملك محمد الخامس، طيب الله ثراه، وصولاً إلى لحظة استرجاع الحرية والاستقلال وترسيخ مسار المغرب الحديث.
استحضار أمجاد التحرير وذاكرة الكفاح
أعادت المراسم الرسمية لذكرى ملحمة الملك والشعب تسليط الضوء على العودة التاريخية لجلالة الملك محمد الخامس من المنفى في 16 نونبر 1955، باعتبارها لحظة مفصلية أنهت عهد الحماية وفتحت أفق بناء المغرب الحديث. واستحضرت الفعاليات مسار الكفاح الوطني في مختلف ربوع المملكة، من الانتفاضات الشعبية إلى معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان، وصولاً إلى الملحمة البطولية لجيش التحرير في الشمال والجنوب، باعتبارها محطات صنعت ملامح الاستقلال ورسخت شرعية المطالبة بالحرية والسيادة، وفي سياق هذا الاسترجاع الرمزي، برزت بطولات المقاومة الشعبية ورجال الفداء، من عملية الشهيد علال بن عبد الله في الدار البيضاء إلى الأدوار الحاسمة لثوار وجدة وتافوغالت، ثم انتصارات جيش التحرير التي مهدت لاسترجاع الأقاليم الجنوبية، وصولاً إلى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، وما تلاهما من مكاسب دبلوماسية أبرزها القرار الأممي الأخير رقم 2797. وقد جسدت هذه المناسبة استمرار التعبئة الوطنية دعماً للمقاربة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة الكاملة للمملكة باعتبارها حلاً واقعياً ودائماً لقضية الوحدة الترابية.
روح وطنية متجددة بالذاكرة التاريخية
تميزت الاحتفالات الميدانية بلوحة وطنية نابضة بالحياة، من خلال برامج متنوعة تمزج بين المحاضرات والموائد المستديرة والورشات التربوية والثقافية والرياضية عبر مختلف الجهات، وقد جسدت هذه الأنشطة حرص الفاعلين على ترسيخ قيم المواطنة في صفوف الشباب، فيما كشفت الجولة الميدانية عن مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع، التي تفاعلت مع سرد البطولات الوطنية واستحضار شهادات رموز الحركة الوطنية والأسر المجاهدة، ليغدو الحدث مناسبة يربط الجيل الجديد بجذور الكفاح من أجل وطن حر ومستقل، وبموازاة هذا الزخم، يبرز الدور المحوري للإعلام الوطني في مواكبة الفعاليات ونقل أصدائها، مسلطا الضوء على المسار التاريخي والسياسي للمملكة، بما يعكس الوعي الجماعي بأهمية الدفاع عن السيادة والوحدة الترابية، كما أعادت هذه الذكرى التأكيد على ارتباط بين استقلال الأمس والدبلوماسية المعاصرة، إذ تواصل المملكةالمغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ترسيخ حضورها الدولي عبر نهج دبلوماسي راسخ يستند إلى مبادرة الحكم الذاتي ويجعل من الأقاليم الجنوبية مركزا متقدما للتنمية والاستقرار في المنطقة.
















