الجزائر بين الأوهام السياسية
مليكة بوخاري
تستمر الدبلوماسية الجزائرية في مواجهة تحديات كبيرة، وتتعرض لمزيد من الفشل على الساحات الإقليمية والدولية لسياساتها غير المدروسة.
فشل وعجز دبلوماسي في الساحة الدولية
سعت وسائل الإعلام الموالية للنظام العسكري إلى تحميل المغرب المسؤولية، متجاهلة الحقائق التاريخية والقانونية التي تثبت مغربية الصحراء. فقد فشلت الجزائر في استعادة مقعدها في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، حيث لم تحصل على الدعم الكافي من الدول الأعضاء. كما لم تتمكن من إدخال مرتزقة البوليساريو في القمة الرابعة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي عُقد في بكين في سبتمبر الماضي، أو في المنتدى الثاني بين إندونيسيا وأفريقيا الذي انعقد في بالي. بالإضافة إلى ذلك، عانت الجزائر من غياب أي تمثيل دبلوماسي في القمة الأولى بين كوريا الجنوبية وأفريقيا في سيول، وفشلت في إدخال عناصر مرتزقة البوليساريو، مما زاد من تعقيد موقفها في مؤتمر تيكاد باليابان.
رفض الإفراج عن الجنود الأسرى
وقد عانت الجزائر من فشل كبير عندما رفض الرئيس السوري أحمد الشرع طلب وزير خارجيتها أحمد عطاف بالإفراج عن الجنود الجزائريين الأسرى وأفراد مرتزقة البوليساريو المتورطين في قتل المواطنين السوريين دفاعا عن نظام بشار الأسد، بل اتخذ الرئيس السوري قرارا بمحاكمتهم كمجرمي حرب وفقا للقوانين الدولية، مما يعكس عجز الجزائر التام عن تحقيق أهدافها السياسية وهيمنتها.
قضية الأسرى الجزائريين أزمة دبلوماسية
في هذا السياق، أصبحت قضية الأسرى الجزائريين في سوريا تمثل تحديا دبلوماسيا معقدا للجزائر. فقد انكشفت الأبعاد الحقيقية لدورها في التنسيق مع إيران، التي كانت تدعم بدورها مرتزقة البوليساريو بالأسلحة والمعدات العسكرية والطائرات المسيرة. هذا الوضع يضع النظام العسكري الجزائري أمام مواجهة مباشرة مع قوى دولية وإقليمية ترفض توسع النفوذ الإيراني في المنطقة.
تحالفات مشبوهة وسياسات فاشلة
تعيش الجزائر عزلة دولية متزايدة بعد سنوات من انغماسها في تحالفات مشبوهة ودعم جماعات إرهابية، وقد توترت علاقاتها السياسية مع مجموعة من الدول منها: ليبيا، مالي، موريتانيا، النيجر، تشاد، والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى فرنسا وسوريا، وبدلا من البحث عن حلول لمشاكلها السياسية المعقدة، يواصل النظام العسكري الجزائري سياسة المقامرة بأموال الشعب في حروب إعلامية ضد المغرب، ومناوشات دبلوماسية بائسة تستهلك موارد الاقتصاد الجزائري دعما للأوهام، وإبرام صفقات لشراء الأسلحة وابتزاز المواقف.
عجز استراتيجي وفشل سياسي متواصل
كشف تقييم للعديد من المراقبين السياسيين، نتائج التحركات الجزائرية الحالية عن فقدانها للعديد من مواقعها خلال السنوات الأخيرة، للاعتماد على استراتيجياتها القديمة التي لم تعد مجدية، حيث أثبتت السياسة المتتبعة ، والتي تهدف إلى خلق التوتر لتحقيق مكاسب غير فعالة، كما أن ازدواجية الخطاب السياسي وتناقضاته أبدى فشلا في العديد من الساحات الدولية، خاصة مع تراجع موارد الغاز الجزائري التي لم تعد كافية لتغطية عجز الميزان التجاري، مما ينعكس سلبا على الحياة اليومية للمواطنين الجزائريين.
رهانات فاشلة وأوهام مستمرة
وفي ظل هذه الظروف، يطالب بعض داعمي الطرح الجزائري مزيدا من الرشاوي، كلما طرأت مستجدات على قضية الصحراء المغربية، ويدرك النظام العسكري الحاكم أن هذه الرهانات الضعيفة محدودة التأثير، لكنه يستمر في استخدامها بدافع من التحدي الموجه ضد المغرب، واستمرار في مواجهة الحق المغربي بنفس الأساليب الفاشلة لا يعدو كونه مضيعة للوقت ويكبده خسائر كبيرة، وستظل الجزائر تكافح في دوامة من الأوهام كما لو كانت تطارد خيط دخان.
📰 اقرأ هذا المقال على Google News: اضغط هنا