ندوة علمية حول رهانات الأمن الغذائي
في ظل التحولات المناخية والاضطرابات الجيوسياسية التي تعصف بسلاسل الإمداد العالمية، احتضن المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، في دورته 17، ندوة علمية سلطت الضوء على مستقبل سلسلة زراعة الحبوب والقطاني في المغرب، والتحديات التي تواجه تحقيق السيادة الغذائية الوطنية.
دعم الإنتاج المحلي وتقوية مخزون الحبوب
شكل موضوع الحبوب المقاومة للجفاف وسبل تموين السوق الوطنية محور النقاش، حيث دعا عمر اليعقوبي، رئيس الفدرالية الوطنية لتجار الحبوب والقطاني، إلى تعزيز الدعم الموجه للقطاع، مطالبا برفع منحة التخزين من 5 إلى 7 دراهم للقنطار، معتبرا أن الأولوية اليوم تكمن في تقوية الإنتاج المحلي بدل الاعتماد على الاستيراد.
مخزون آمن لتفادي تقلبات سوق الحبوب
أكد اليعقوبي على أهمية بناء مخزون وطني آمن من الحبوب لتفادي الارتهان للتقلبات الخارجية، مشيرا إلى أن أزمة سلسلة الحبوب ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى سنة 2008، وتفاقمت بفعل تداعيات الحرب في أوكرانيا، وجائحة كوفيد، وأزمات النقل والتوريد.
التكنولوجيا والزراعة لضمان تموين الحبوب
من جانبه، شدد بلال حجوجي، المدير الجديد للمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، على التزام المكتب بمتابعة تموين السوق الوطنية بكميات كافية من الحبوب، مؤكدا أن هذا الهدف يتطلب تطوير البحث العلمي الزراعي، واستعمال آليات تخزين حديثة تعتمد التكنولوجيا، بالإضافة إلى تعميم الزرع المباشر، كأداة فعالة في مواجهة الجفاف.
أصناف حبوب جديدة تُقاوم الجفاف
وفيما أكدت الندوة على مركزية البحث العلمي في هذا المسار، أبرز الباحث موحى فراحي من المعهد الوطني للبحث الزراعي، أن تجارب التحسين الوراثي أظهرت نتائج واعدة، حيث تم تسجيل زيادات ملحوظة في مردودية الحبوب، حتى في مواسم الجفاف، بفضل أصناف جديدة أكثر مقاومة وشحذا لاستعمال الموارد المائية.
اتفاقيات لتعزيز تكامل سلسلة الحبوب
لم تخل الندوة من مخرجات عملية، إذ تم توقيع ثلاثة اتفاقيات تعاون، من أبرزها اتفاقية-إطار بين المكتب الوطني للحبوب والجامعة الوطنية للمطاحن، في خطوة نحو تعزيز التكامل بين مختلف المتدخلين في سلسلة إنتاج وتوزيع الحبوب.
📰 اقرأ هذا المقال على Google News: اضغط هنا