السجن المحلي بتازة يخلد الذكرى
في إطار الاحتفال السنوي بالذكرى السابعة عشرة لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي تشكل محطة بارزة لاستحضار الإنجازات والإصلاحات التي عرفها قطاع السجون بالمملكة المغربية منذ تأسيس المندوبية سنة 2008، نظم السجن المحلي بتازة، صباح يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، حفلا رسميا ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا، تحت إشراف مدير المؤسسة السجنية السيد حسن الهلالي.
وقد شهد الحفل حضور عامل إقليم تازة السيد “مصطفى المعزة”، إلى جانب باشا المدينة، والسادة وكيل العام للملك والرئيس الأول لمحكمة الاستئناف، ورئيس المحكمة الابتدائية، ووكيل الملك إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية والأمنية، كذلك نقيب هيئة المحامين، ورئيس المجلس العلمي المحلي، فضلا عن أطر وموظفي المؤسسة السجنية.
افتتح السيد حسن الهلالي، مدير المؤسسة، فعاليات هذا الحفل بكلمة ترحيبية، أشار فيها على أهمية هذا اليوم الذي يتجاوز بعده الرمزي، ليكون لحظة تقييم واستشراف لمستقبل قطاع حيوي، يعتبر جزءا لا يتجزأ من منظومة العدالة والأمن بالمملكة، وأكد أن 29 أبريل يمثل تاريخا مفصليا، حيث صدور الظهير الشريف المؤسس للمندوبية العامة، مكرسا بذلك استقلالية المؤسسة ومهنيتها في إدارة شؤون السجون،
وإلى المهام الكبرى المنوطة بالمندوبية، لاسيما تنزيل السياسة الحكومية في مجال إعادة الإدماج، وضمان السلامة داخل المؤسسات السجنية، والمساهمة الفعلية في الحفاظ على الأمن العام، وأبرز المدير أن المندوبية اعتمدت خطة استراتيجية شاملة 2022-2026، تهدف إلى تحسين ظروف الاحتجاز، تعزيز الأمن الداخلي، وتطوير برامج إعادة الإدماج وفق معايير دولية.
وأكد السيد الهلالي أن سنة 2024 شكلت سنة استثنائية بصدور النظام الأساسي الجديد الخاص بموظفي إدارة السجون، مما يعزز من وضعيتهم الاجتماعية والمهنية، ويمكنهم من أداء مهامهم بكل كفاءة وانخراط، كما أشاد بمصادقة المملكة على قانون 10.23 المتعلق بتنظيم وتدبير المؤسسات السجنية، وقانون 43.22 المتعلق بالعقوبات البديلة، وهما قانونان يشكلان ركيزتين أساسيتين في مسار تحديث المنظومة الجنائية، وتعزيز مقاربة الإدماج بدل الاقتصار على العقوبة.
برامج إدماجية وإنسانية رائدة
وفي حديثه عن الممارسات اليومية داخل السجن، أوضح المدير أن المؤسسة تعمل وفق منظور شمولي إنساني، حيث تم تحسين جودة التغذية، الرعاية الصحية، والنظافة، وضمان المعاملة الكريمة للنزلاء. كما تم خلق فضاءات ثقافية واجتماعية، وتعزيز البرامج التأهيلية. وذكر أن سنة 2024 عرفت تأهيل 141 نزيلا ونزيلة عبر التكوين المهني، التعليم، ومحاربة الأمية، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة ثقافية ودينية تهدف إلى ترسيخ قيم الاعتدال والوسطية، مشيرا كذلك إلى التعاون الوثيق مع مختلف السلطات الأمنية، والتي مكنت من الحفاظ على استقرار المؤسسة وخلوها من التجاوزات أو الاختلالات.
وفي ختام كلمته، وجه المدير رسالة قال فيها:
“التغيير في السجون ليس شعارا، بل مسار مدعوم بقوانين، وبرامج، وتضحيات يومية لنساء ورجال اختاروا العمل في الظل، من أجل أن يرى النور طريقه إلى داخل الأسوار.”
لحظة وفاء وتقدير
تميز الحفل كذلك بتكريم مجموعة من الموظفين والموظفات الذين أبانوا عن التزامهم وتفانيهم في أداء واجبهم، وكان من أبرز المكرمين:
_السيد عبد اللطيف الموساوي، الذي تسلم وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة من يد السيد العامل.
_السيد النمري سعيد، الذي تسلم الوسام من طرف الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بتازة.
كما تم تكريم عدد من الموظفين المحالين على التقاعد، وهم:
_السيد إدريس الكوش
_السيدة الهواري ياسمين
_السيد جفال عثمان
_السيد طرنو عبد القادر
_السيد بن الصغير عبد الناصر
وقد جسدت لحظة التكريم روح الاعتراف والامتنان لكل من ساهم في مسيرة إصلاح السجون.
📰 اقرأ هذا المقال على Google News: اضغط هنا