جريدة الاخبار 24

من حوار خاص إلى أزمة دبلوماسية بين الجزائر والإمارات


من حوار خاص إلى أزمة دبلوماسية

اندلعت أزمة إعلامية وسياسية جديدة بين الجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة، إثر بث قناة “سكاي نيوز عربية” حوارا مع المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث، وصف فيه الأمازيغية بأنها “صناعة صهيونية فرنسية”، وعلى الرغم من أن المتحدث جزائري والمذيعة التي أجرت الحوار جزائرية أيضا، إلا أن الرد الرسمي الجزائري ذهب مباشرة إلى تحميل الإمارات المسؤولية، في مشهد يعكس توترا مزمنا بين البلدين، لا يمكن تفسيره فقط بسياق الحوار الإعلامي.

من حوار خاص إلى أزمة
لم يكتف التلفزيون الجزائري الرسمي بتفنيد تصريحات المؤرخ، بل شن هجوما لاذعا على الإمارات، واصفا إياها “بالدويلة المصطنعة”، ومتهما إياها بمحاولة ضرب الوحدة الوطنية الجزائرية، يأتي هذا التصعيد لمؤسسة إعلامية خاصة من الإمارات قناة “سكاي نيوز عربية”، التي بثت الحوار، لكنها لا تمثل رسميا مواقفها الحكومية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول خلفيات هذا الرد.

توتر يتجاوز التصريحات
يشير التحليل السياسي لهذا التصعيد أن الخلاف يتجاوز مجرد تصريح أكاديمي مثير للجدل، ليمتد إلى ملفات جيوسياسية معقدة، فالعلاقات بين الجزائر وأبوظبي تشهد فتورا منذ سنوات، خاصة بعد انحياز الإمارات للمغرب في قضية الصحراء المغربية، ملف تعتبره الجزائر قضية سيادية وأحد مرتكزات سياستها الخارجية، كما أن فشل محاولات التقارب بين القيادة الجزائرية وأبوظبي، في ظل تحفظ إماراتي على السياسات الإقليمية للنظام الجزائري، مما زاد من حدة هذا التباعد.

الهوية كسلاح سياسي
يهمن الجيش الجزائري على القرار السياسي والإعلامي في البلاد، وبات يتخذ من الأزمات الخارجية وسيلة لحشد الداخل وخلق أعداء خارجيين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بملفات الهوية والمرجعية الوطنية، وهي مسائل مثيرة الحساسية لدى الرأي العام الجزائري.

تصريح أشعل التوتر
حملت تصريحات المؤرخ بلغيث، وجهة نظر شخصية لا تخلو من الطابع الإيديولوجي، تحولت بسرعة إلى ذريعة لصب الغضب على الإمارات، مما يعكس استعداد النظام العسكري الجزائري لاقتناص أي فرصة لتوجيه الاتهامات في إطار صراع النفوذ الإقليمي، الذي يتخذ منه في كثير الأحيان شكلا إعلاميا لكنه يخفي وراءه حسابات استراتيجية أعمق.

توتر متجدد للجزائر
تبقى في النهاية، التساؤلات قائمة: هل كان الرد الجزائري انعكاساً لغيرة سيادية صادقة أم خطوة محسوبة ضمن سياسة افتعال الخصوم؟ وهل بات الإعلام الرسمي أداة لتصفية الحسابات السياسية على حساب المهنية؟ المؤكد أن هذه الأزمة الجديدة، وإن بدت سطحياً نتيجة لحوار إعلامي، إلا أنها تعبّر عن عمق الخلافات التي باتت تطفو على السطح بين عاصمتين تباعدت مواقفهما أكثر مما تقاربت.


تحقق أيضا

جريدة الاخبار 24

سلطات ميلانو تفكك شبكة تطرف تخطط لهجمات عنصرية تستهدف المهاجرين

سلطات ميلانو تفكك شبكة تطرف أعلنت السلطات الأمنية في مدينة ميلانو، يوم الثلاثاء 9 يوليوز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *