أوزين الحكم الذاتي سبيل لتسوية النزاع ورافعة للتنمية بالصحراء المغربية

أوزين الحكم الذاتي سبيل لتسوية النزاع

نظم مجلس المستشارين يوم الإثنين ندوة وطنية تحت عنوان “البرلمان المغربي وقضية الصحراء”، وخلال مداخلة محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، أكد على التزام حزبه الثابت والراسخ بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، في انسجام تام مع الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي حولت ملف قضية الصحراء المغربية من نزاع سياسي إلى مشروع تنموي استراتيجي يمتد إلى آفاق إفريقية وأطلسية واضحة، منوها بالإنتصارات الدبلوماسية للمملكة بمختلف المحافل الإقليمية والدولية.

الصحراء منصة تنمية عابرة للحدود
سلط أوزين الضوء على النجاحات الدبلوماسية التي راكمها المغرب في المحافل الدولية، مشيدا بما أسماه “بالتحول الجذري في مقاربة الدفاع عن الصحراء المغربية”، والتي جعلت من الأقاليم الجنوبية منصة انطلاق نحو آفاق تنموية عابرة للحدود.

منتخبو الصحراء شرعية ووفاء
في معرض حديثه عن الأقاليم الجنوبية، نوه المتحدث بالحضور القوي والفاعل لمنتخبي المنطقة، واصفا إياهم بالركيزة الأساسية التي تترجم ارتباط الصحراء المغربية بالوطن، ليس فقط من منطلق السيادة الترابية، بل أيضا من خلال المؤسسات والمواطنين الذين يسهرون على تدبير شؤونهم بكفاءة ومسؤولية، وأكد أن انخراطهم النشط في الاستحقاقات السياسية يعزز من الشرعية الديمقراطية ويمنح دعما ملموسا للموقف المغربي على الساحة الدولية، مستندا بذلك إلى واقع متماسك يجمع بين التاريخ والإرادة الشعبية.

الدعوة لعودة محتجزي تندوف
دعا الأمين العام للحركة الشعبية في سياق مداخلته، إلى ضرورة تمكين الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف من العودة إلى أرض الوطن والانخراط في المسار الديمقراطي والحقوقي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية، محملا المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان مسؤولية صمتها وتقصيرها في مناصرة حق العودة.

الحكم الذاتي هو الحل الوحيد
وجه أوزين رسالة مباشرة إلى المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، داعيا إياه إلى التحرر من “أوهام تقرير المصير” والنظر بواقعية إلى الدينامية الإيجابية التي يعرفها الملف، مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية والجهوية الموسعة، تمثل السقف الوحيد الممكن لأي تسوية.

مع تازة وغزة
وفي الجانب الإنساني، عبر أوزين عن تضامن الحركة الشعبية مع ضحايا الظلم أينما وجدوا، مشددا تمسك حزبه بالسلام والعدالة، قائلا: “مع تازة دون أن نفقد تعاطفنا مع غزة وكل المظلومين في العالم”.

المعركة الناعمة الرأي والحجة
دعا أوزين إلى تعزيز الحضور المغربي في معركة الدفاع عن الصحراء، ليس فقط على المستوى السياسي أو الدبلوماسي، بل من خلال جبهة معرفية متماسكة تعتمد على التكوين المستمر وتسليح النخب بالحجج القانونية والتاريخية والتنموية، وأبرز أهمية دور الجامعة ومراكز البحث والمفكرين في بلورة خطاب علمي ينطلق من مرجعيات القانون الدولي، كما شدد على ضرورة كسب المعركة الإعلامية، خصوصا في دول منها: إسبانيا وإيطاليا وشمال أوروبا، إلى جانب إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث لا تزال بعض الأطروحات المناوئة تجد صدى لها، وأكد أن الرهان اليوم هو بناء استراتيجية إعلامية قادرة على اختراق الرأي العام الدولي بخطاب مغربي رصين، يستند إلى وقائع موثقة وسردية متماسكة.

إجماع للترافع على مغربية الصحراء
عبر ممثلو باقي الأحزاب الوطنية عن إجماعهم على ضرورة مواصلة التعبئة الوطنية لمواجهة خصوم الوحدة الترابية، ودعوا إلى تحديث أدوات الترافع الدبلوماسي وتطوير خطاب سياسي أكثر تأثيرا، بما يخدم السيادة الوطنية ويكرس الاعتراف المتزايد بمغربية الصحراء، باعتبار الحكم الذاتي حلا واقعيا وناجعا لهذا النزاع المفتعل.