منافسات التبوريدة تظاهرة تراثية برهانات تنموية وتربوية بكلميم

منافسات التبوريدة تظاهرة تراثية

شهدت مدينة كلميم، اليوم السبت انطلاقة لمنافسات الفروسية التقليدية “التبوريدة” بين الجهات، برسم موسم 2025، بمشاركة إحدى عشرة سربة تمثل الأقاليم الجنوبية الثلاثة للمملكة، وذلك في إطار تظاهرة تراثية تحتفي بأحد أعمدة الهوية الثقافية المغربية.

تبوريدة بهوية تنافسية
نظمت الشركة الملكية لتشجيع الفرس بشراكة والجامعة الملكية المغربية للفروسية، على مدى يومي السبت والأحد، يتجاوز طابعه الاستعراضي ليرسخ “التبوريدة” كموروث ثقافي حي، يجمع بين البعد التنافسي والرمزية التاريخية والاجتماعية لهذا الفن المرتبط بأعماق المخيال المغربي الجماعي.

الناشئة تحفظ الموروث
شهد اليوم الأول مشاركة عشرة سربات من فئة الكبار، وسربة واحدة من فئة الصغار، في سابقة تسجل لأول مرة في منافسات الجنوب، ما يعكس توجها جديدا نحو إشراك الناشئة في الحفاظ على هذا الموروث، وضمان استمراريته عبر الأجيال.

جمالية وانضباط ثراتي
تخضع هذه العروض المقدمة لمعايير دقيقة في التحكيم، تشمل تناسق الفرسان، جودة الطلقات النارية الجماعية، الالتزام باللباس التقليدي، وحالة الخيول والسروج، في عملية تقويم تهدف إلى الجمع بين البعد الجمالي والانضباط التقني، في ظل احترام تام للأصالة التراثية.

خيول وصناعة تقليدية
تشكل هذه التظاهرة مناسبة لإبراز تنوع سلالات الخيول البربرية والعربية بالمملكة، وتعزيز مكانة الصناعة التقليدية المرتبطة بالفروسية، لاسيما في ما يخص السروج واللباس التقليدي، وأن دورة هذه السنة عرفت إحداث جائزة موازية مخصصة لهذا الجانب، في بادرة تعكس الاهتمام المتزايد بالبعد الحِرفي والثقافي المرتبط “بالتبوريدة”.

ثرات يحرك الإقتصاد بالجنوب
لا تقتصر رهانات هذه التظاهرة على الجانب الرياضي فقط، بل تمتد إلى خلق دينامية اقتصادية محلية، من خلال تحفيز الأنشطة المرتبطة بالفروسية، ودعم الحرفيين، واستقطاب الزوار، مما يعزز موقع كلميم كوجهة ثقافية وتراثية جنوبية بامتياز.

تراث تنافس وتنمية
تستعيد المدينة ملامح من ذاكرتها الجماعية، بين أصوات البارود ووقع أقدام الخيول، لأن التقاليد، حين تنظم وتثمن، يمكن أن تتحول إلى أدوات فعالة في التنمية، ومرايا تعكس غنى الثقافة المغربية وتنوعها.