زورق إيلان ذاكرة التيه العربي بالوكاند المسرحي بأيت أورير

زورق إيلان ذاكرة التيه العربي بالوكاند

خريبكة: سعيد العيدي

ضمن برمجة الدورة الرابعة من “الويكاند المسرحي لأرتو”، والذي تحتضنه مدينة أيت أورير، في الفترة الممتدة من 23 إلى 25 ماي 2025، يبرز حدث ثقافي بنفس إنساني عميق: حفل توقيع المسرحية الجديدة “زورق إيلان، ذاكرة التيه العربي” للكاتب والمخرج المسرحي محمد أمين بنيوب، المقرر مساء الأحد 25 ماي بالمركز الثقافي للمدينة، لا يبدو عابرا في سياق تظاهرة تتخذ من شعار “المسرحة فرجة وتأطير” بوابة لربط المسرح بسؤال الوعي.

من مأساة الصورة إلى جمالية النص
لم يكن الطفل السوري إيلان، الذي لفظه البحر على رمال المتوسط، مجرد عنوان لصورة أيقونية زلزلت الضمير الإنساني، بل بات اليوم مركز ثقل لرؤية مسرحية تسعى لإعادة تشكيل المأساة ضمن قالب فني يقارب قضايا النزوح واللجوء كجزء من تشظيات ما يسمى “بالربيع العربي”، لا يروي أمين بنيوب، في هذا النص بقدر ما يوجع، لا يدوّن فقط، بل يعيد تفكيك الجرح، ليعيد بناءه بلغة تمسرح الألم وتحتضن الذاكرة.

مسرح يواجه النسيان
ليست “زورق إيلان” مجرد نص مسرحي، إنه مواجهة مباشرة مع محطات الانكسار العربي، حيث تتقاطع السياسة بالحلم، والتراجيديا بالبحث عن معنى، ويوظف بنيوب تجربته المسرحية ذات النزعة الفكرية والإنسانية، في عمله الجديد خطابا بصريا وشعريا يعلي من شأن الإنسان، ويمنح للمسرح وظيفة مزدوجة: التعبير والمقاومة.

رهانات أرتو من المحلية إلى الكونية
اختيار فرقة أرتو إدراج هذا العمل ضمن برنامجها، يكشف عن طموح فني يتجاوز الترفيه نحو التأطير والتفكير، فالويكاند المسرحي، في دورته الحالية، لا يكتفي باستضافة عروض مسرحية، بل يؤسس لنقاشات مفتوحة مع كتّاب ومخرجين، في محاولة لصياغة فضاء ثقافي ينبض بالحياة الفكرية، اللقاء المنتظر مع بنيوب ليس مجرد توقيع كتاب، بل جلسة تأمل في رهان المسرح وسؤال الذاكرة الجماعية.

أيت أورير حيث تنبض الخشبة بالحياة
وسط زخم من المشاركات المسرحية والفنية المنتظرة من مختلف جهات المغرب، تكرّس مدينة أيت أورير حضورها كواحة مسرحية حية. “الويكاند المسرحي لأرتو” يعلن، دورة بعد أخرى، أن الثقافة ليست امتيازا حضريا، بل فعل مقاومة جمالي يمكن أن ينبثق من الهامش، ليضيء المركز.

لحظة صدق بين الخشبة والذاكرة
يشكل “زورق إيلان” في أيت أورير معنى أكثر من محطة فنية، إنها لحظة صدق بين المسرح والإنسان، بين النص والذاكرة، بين الخشبة والبحر.