كلية تازة تحتضن ندوة أكاديمية حول تحديات ومناهج البحث في العلوم الاجتماعية

كلية تازة تحتضن ندوة أكاديمية

نظمت الكلية المتعددة التخصصات بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بتازة، الجمعة 16 ماي 2025، ندوة علمية تحت عنوان: “تقنيات ومناهج البحث العلمي في العلوم الاجتماعية”، وذلك بشراكة مع مختبر القانون العام والسياسة والتدبير والاقتصاد، ومختبر الدراسات القانونية والسياسية، وشعبة القانون العام، وماستر التميز في علم السياسة والعلاقات الدولية، ومسلك إجازة التميز في الدراسات السياسية والدولية.

افتتاح وتفاعل أكاديمي
وقد تميزت الجلسة الافتتاحية، التي احتضنتها قاعة الندوات، بحضور عميد الكلية الدكتور حسن تبيوي، إلى جانب ثلة من الأساتذة الجامعيين ورؤساء المصالح الإدارية، فضلا عن مشاركة وازنة لطلبة باحثين من مختلف الأسلاك الأكاديمية، من الدكتوراه_الماستر والإجازة، ما أضفى على الندوة طابعا علميا وتكوينيا متميزا.

كلمة افتتاحية
استهلت أشغال الندوة العلمية بكلمة ألقاها الدكتور صلاح الدين كرزابي، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية ومنسق اللقاء، عبر فيها عن بالغ امتنانه وتقديره للدور الريادي الذي اضطلع به عميد الكلية، الدكتور حسن تبيوي، في إنجاح هذه التظاهرة الأكاديمية، وأشاد بالمساهمات النوعية والدعم المتواصل الذي يقدمه العميد لخدمة البحث العلمي وتعزيز إشعاع المؤسسة الجامعية.

أهمية المناهج
من جهته، أكد العميد على أهمية المحور الذي تناولته الندوة، مبرزا أن البحث العلمي في مجال العلوم الاجتماعية يواجه تحديات منهجية معقدة تتطلب اهتماما خاصا ومعالجة دقيقة، أبرز في مداخلته الدور المحوري للقاءات التكوينية من هذا النوع، لما توفره من فرص لتطوير المهارات المعرفية والمنهجية لدى الطلبة والباحثين، كما أكد أن مناهج البحث في العلوم الاجتماعية ليست مجرد أدوات تقنية توظف لجمع المعطيات وتحليلها، بل تمثل مدخلا أساسيا لفهم أعمق للواقع الاجتماعي، ووسيلة فكرية لتفكيك الظواهر المعاصرة ومساءلتها، بما يساهم في بلورة رؤية نقدية وشاملة تعزز من جودة البحث العلمي وتجعله أكثر ارتباطا بقضايا الإنسان والمجتمع.

مقاربات منهجية
سلطت الجلسة الضوء على الأدوات المنهجية الكمية والكيفية المعتمدة في دراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية، مع التركيز على شروط توظيفها السليم، بما ينسجم مع الضوابط العلمية ومراعاة الأبعاد الأخلاقية المرتبطة بالممارسة البحثية، وأكد المتدخل على الأهمية البالغة لتنظيم لقاءات تكوينية من هذا النوع، لما لها من دور محوري في تعزيز الرصيد المعرفي والمنهجي لدى الطلبة والباحثين، ولفت في مداخلته إلى أن مناهج البحث في العلوم الاجتماعية، وفق تعبيره، لا تعد مجرد أدوات تقنية، بل تشكل مدخلا أساسيا لفهم أعمق للواقع، وآلية فكرية لتحليل القضايا المعاصرة التي تمس الإنسان والمجتمع، وتغذي التفكير النقدي والوعي العلمي.

أهمية التكوين
قدم الدكتور سلمان بونعمان، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ومنسق ماستر التميز في علم السياسة والعلاقات الدولية، مداخلة تحليلية استعرض فيها أهداف الندوة والسياقات العلمية والتنظيمية التي رافقت انعقادها، كما أبرز أهمية التكوين المنهجي في تعزيز جودة البحوث الأكاديمية، لا سيما في مجالات العلوم الاجتماعية والسياسية، حيث يشكل التأطير المنهجي ركيزة أساسية لضمان دقة المقاربة العلمية وعمق التحليل.

رهانات المناهج في البحث الاجتماعي
قدم الدكتور سعيد بنيس، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، عرضا مفصلا ومُحكما حول الأدوات المنهجية الكمية والكيفية، باعتبارها ركائز أساسية في البحث الاجتماعي، وأكد في مداخلته على ضرورة اعتماد مقاربات دقيقة ومتكاملة في دراسة الظواهر والمتغيرات الاجتماعية، بما يراعي خصوصيات الحقل الاجتماعي وتعدد سياقاته وتحولاته، واختتم بنيس كلمته بإثارة تساؤلات محورية حول قدرة أدوات البحث النوعي على الصمود أمام التحولات السريعة في الواقع الاجتماعي، ومدى فعالية المقاربة الكيفية في مرافقة التعقيدات المتزايدة للظواهر الاجتماعية والثقافية والرقمية، بعد ذلك، افتتح النقاش مع الطلبة الباحثين حول معايير اختيار المنهج الأنسب لمواضيع البحث، وحدود استقلالية العلوم السياسية عن علم الاجتماع، بالإضافة إلى مدى ملاءمة المناهج الكمية لدراسة الظواهر ذات الطابع الرمزي والثقافي، كما تناول النقاش التحديات الميدانية المتعلقة بالحصول على البيانات وضمان مصداقيتها، إلى جانب آفاق الاستفادة من البرمجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات البحثية.

اختتام الجلسة العلمية
اختتمت الجلسة العلمية الأولى التي مثلت فرصة مميزة للطلبة الباحثين للاطلاع على تجارب أكاديمية رائدة، والتعرف على تقنيات ومفاهيم بحثية جوهرية، مع فتح آفاق للنقاش الأكاديمي البناء والمسؤول.