بوريطة المغرب يعيد رسم خارطة
في ظل إعادة تشكيل التحالفات داخل الاتحاد الأوروبي، يواصل المغرب توسيع خارطته الدبلوماسية، وهذه المرة عبر بوابة أوروبا الوسطى، من خلال تعميق علاقاته مع جمهورية سلوفاكيا. زيارة وزير الشؤون الخارجية السلوفاكي، يوراي بلانار، إلى الرباط، ولقاؤه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي عادي، بل يعكس توجها استراتيجيا مغربيا نحو تنويع الشركاء الأوروبيين خارج الدوائر التقليدية.
محور جديد داخل الاتحاد الأوروبي
حرص بوريطة من خلال كلماته الدقيقة خلال المؤتمر الصحفي، على تأكيد أن سلوفاكيا ليست مجرد شريك ظرفي، بل أحد المرتكزات المحتملة لهيكلة علاقات المغرب المستقبلية في منطقة وسط وشرق أوروبا، يأتي هذا التوجه انسجاما مع الرؤية الملكية لتوسيع الحضور المغربي داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصا مع شركاء يبدون تفهما للمصالح المغربية، وفي مقدمتها قضية الصحراء.
الدبلوماسية والقضية الوطنية
لم يغفل بوريطة فرصة التعبير عن امتنان المملكة للموقف السلوفاكي “البناء” تجاه ملف الصحراء المغربية، حيث أكد مجددا مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي يحظى بتأييد دولي متزايد، وفي إشارة ذات دلالة، شدد على أن أكثر من عشرين دولة أوروبية أبدت دعما مباشرا أو ضمنيا للمقترح المغربي، ما يعكس تناميا في القبول الدولي بالموقف المغربي.
رؤية موحدة لقضايا عالمية
كشفت المباحثات جانبا من الملفات الثنائية بين الوزيرين وتقاطع في الرؤى بشأن عدد من القضايا الدولية، لا سيما في مجال الأمن، مكافحة الهجرة غير النظامية، والجريمة المنظمة، ما يمنح هذا التقارب بعدا يتجاوز التعاون الثنائي، نحو شراكة سياسية تقوم على أساس تقارب في قراءة التحديات الإقليمية والدولية.
الاقتصاد جسر استراتيجي
لم يكن الشق الاقتصادي من الزيارة أقل أهمية، حيث تم الاتفاق على الدفع بعجلة التعاون في قطاعات واعدة منها: الطاقة_الصناعات _الدفاعية والفلاحة. كما تم التأكيد على دور القطاع الخاص في تفعيل هذه الشراكات، في خطوة تهدف خلق دينامية اقتصادية تعزز البعد السياسي للعلاقة الثنائية.
من النوايا إلى الأفعال
حرص الوزير بوريطة على تمرير رسالة في ختام تصريحه كانت واضحة: هذه الزيارة ليست سوى بداية لمسار جديد، وما سيعطيها القيمة الفعلية هو قدرتها على التحول إلى مشاريع ملموسة وبرامج تعاون حقيقية في الشهور المقبلة.
تحالف استراتيجي
ما يجمع المغرب وسلوفاكيا اليوم يتجاوز المجاملات الدبلوماسية إلى ما يشبه تحالفا تكتيكيا مدفوعا بالمصالح المشتركة والرؤية المتقاربة للعالم، في عالم يتغير بسرعة، يبدو أن الرباط تراهن على تنويع أوراقها بذكاء، وبمنطق استباقي ينسجم مع متغيرات الجغرافيا السياسية الأوروبية.
📰 اقرأ هذا المقال على Google News: اضغط هنا