فريق نهضة بركان يجسد الإرادة وصناعة المجد في قلب إفريقيا

فريق نهضة بركان يجسد الإرادة

حكيمة القرقوري

خطف نهضة بركان أنفاس الجماهير وأعاد كتابة تاريخ المجد الإفريقي، في ليلة كروية مشحونة على ملعب “أمان” بزنجبار، بتتويجه بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية للمرة الثالثة. جاء ذلك بعد تعادل مثير وصعب أمام فريق سيمبا التنزاني بهدف لكل فريق في مباراة الإياب النهائية، ليؤكد فريق بركان مجددا مكانته كفريق قوي على الساحة القارية.

صدمة البداية هدف مفاجئ
دخل فريق نهضة بركان المباراة بتفوق معنوي واضح، بعد فوزه بهدفين نظيفين في لقاء الذهاب، إلا أن الشوط الأول قلب المعادلات رأسا على عقب، فاجأ فريق سيمبا التنزاني ضيفه بهدف مبكر عن طريق جوشوا موتالي في الدقيقة 17، مستفيدا من تراجع التركيز الدفاعي وتسرع هجوم فريق بركان، ما منح أصحاب الأرض زخما معنويا كبيرا، وعلى الرغم من الفرص الكثيرة التي أتيحت للفريق المغربي، إلا أن التسرع والافتقاد للهدوء أمام المرمى حالا دون حسم المباراة مبكرا، مما أعطى اللقاء نكهة الإثارة والتشويق منذ بدايته.

حملات هجومية متواصلة
ازداد المشهد توترا مع انطلاق الشوط الثاني، حيث أبان فريق سيمبا عن روح قتالية عالية، رافضا الاستسلام رغم النقص العددي الذي عانى منه، وواصل أصحاب الأرض الضغط المكثف، ساعين بشتى الطرق إلى تسجيل هدف ثان من شأنه أن يقلب موازين النهائي ويعيد المواجهة إلى نقطة الصفر، لكن صلابة الدفاع البركاني وقوة تركيزه أبقى الكفة مرجحة للكرة المغربية.

تتويج مستحق
أبدى فريق نهضة بركان نضجه التكتيكي وخبرته القارية في الأوقات الحاسمة، متسلحا بهدوء الكبار وصلابة الأبطال، رافضا أن يغادر زنجبار دون أن يخط بصمته في آخر فصول النهائي، وفي الدقيقة 93، ارتقى سيديبي إلى مقام الحسم، حين ترجم لحظة خاطفة إلى هدف قاتل، كسر به صمود سيمبا وأجهز على آخر طموحات التنزانيين، هدف التعادل لم يكن مجرد توقيع على لوحة الشرف، بل كان تتويجا لمسار رياضي لحسم اللقب بمجموع “3-1″، مؤكدا أن الذهب لا يذهب إلا لمن يستحقه.

نهضة بركان مجد يتجدد
كتب فريق نهضة بركان بكل فخر سطورا ذهبية في دفتر الكرة الإفريقية، بتحقيقه الثنائية التاريخية في موسم استثنائي، جسد خلاله روح الإصرار وثقافة الانتصار، وأثبت الفريق البركاني، بما لا يدع مجالا للشك، أنه لم يعد مجرد ضيف على الملاعب القارية، بل بات أحد أقطابها الثابتين، بشخصية بطل صلب صقلته التجارب، ورسخ مكانته كرقم صعب في معادلة المنافسة الإفريقية.