تازة تكرم عبد الله بوصوف لرؤيته المتجددة في الشأن الديني والثقافي

تازة تكرم عبد الله بوصوف لرؤيته

احتضنت مدينة تازة لطالما كانت مركزا للنشاط الثقافي، فعاليات منتدى فريواطو للسينما والثقافة والإبداع تكريما بارزا للدكتور عبد الله بوصوف، الذي يمثل أحد أعمدة العلوم الإنسانية بالمغرب، أقيم هذا التكريم يوم الاثنين، بحيث لم يكن احتفال بشخصية فكرية، بل استحضار لرحلة فكرية ممتدة أغنت المكتبة المغربية بمجموعة من المساهمات القيمة التي ترسخ حضوره في المشهد الثقافي الوطني والدولي.

نموذج مغربي متجدد في تدبير الدين
كان الحدث محوريا في الكشف عن تفاصيل جديدة حول الكتاب الصادر حديثا لبوصوف، “إمارة المؤمنين ودروس من تَمَغْرَبيت”، الذي يقدم رؤية نقدية معمقة حول النموذج المغربي في إدارة الشأن الديني، ويتناول مسألة التدين في السياق المغربي من زاوية التوازن بين الانتماء الديني والولاء الوطني، يعكس الكتاب تفكيرا متجددا في مفاهيم الهوية والانتماء، من خلال استحضار تجربة المغرب الفريدة في ضبط العلاقة بين الدولة والمؤسسة الدينية، وهي تجربة تثير الكثير من النقاشات والاهتمام في أوساط الفكر السياسي والديني.

الكلمة والفكرة نبض الثقافة المغربية
خلال كلمته في الحفل، لم يكتف الدكتور بوصوف بالشكر والامتنان، بل أكد على أهمية “الكلمة والفكرة” كأدوات حاسمة في إعادة صياغة الثقافة المغربية في زمن التعقيدات والتحولات السياسية والاجتماعية، وكما أكد على الدور الحيوي للمنتديات الثقافية في تعزيز الحوار الفكري والتفاعل بين المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.

تازة ملتقى الفكر والإبداع الثقافي
جمع الحضور أكاديميين ومثقفين وفاعلين في الحقل الثقافي، ما عكس حجم الاهتمام الكبير بالمواضيع التي يطرحها بوصوف، حيث باتت مدينة تازة تاريخية، وساحة حية للنقاشات الفكرية التي تتناول خصوصيات المجتمع المغربي، شكل المنتدى فضاءا للتلاقي بين الإبداع والتأمل النقدي، معززا دور تازة كمركز ثقافي يستشرف المستقبل عبر قراءة معمقة للحاضر.

ثقافة مغربية فاعلة وإبداع فكري
تؤكد هذه الفعالية بوضوح أن الثقافة المغربية، بثرائها وتنوعها، ما تزال تملك القدرة على إحداث تأثيرات حقيقية على مستوى التغيير الاجتماعي والفكري، عبر شخصيات مثل عبد الله بوصوف، التي تجسد التقاء الفكر بالنضال الثقافي، وتجعل من الثقافة أداة لبناء رؤية وطنية متجددة وقادرة على مواجهة تحديات العصر.