المكتب الشريف للفوسفاط يرسم مستقبل الزراعة الذكية في إفريقيا

المكتب الشريف للفوسفاط يرسم مستقبل

اختارت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط – فرع إفريقيا (OCP Africa) في سياق إقليمي يتسم بتحديات مناخية وغذائية متزايدة، أن تتحول من مجرد فاعل اقتصادي إلى شريك استراتيجي في تطوير المنظومات الفلاحية بعدد من البلدان الإفريقية، وعلى رأسها كوت ديفوار، والتي تتواصل فعالياتها إلى غاية 30 ماي الجاري بالعاصمة الاقتصادية الإيفوارية، بحضور المجموعة في النسخة السابعة من المعرض الدولي للفلاحة والموارد الحيوانية بأبيدجان (SARA 2025)، يتجاوز الطابع الترويجي التقليدي، ليعكس مسارا تنمويا متكاملا، قوامه الابتكار، وتمكين الفلاحين، وبناء شراكات مبنية على تقاسم المعرفة وتكييف الحلول.

تحول استراتيجي في العلاقة مع الأرض والفلاح
تستعرض OCP Africa من خلال رواق غني بالمشاريع والنماذج التطبيقية، تجربة تمتد على عقد من الزمن في كوت ديفوار، بنت فيها الثقة مع الفاعلين المحليين من سلطات ومزارعين ومؤسسات أكاديمية، ليست الأسمدة هنا سوى جزء من القصة، فالمجموعة تبني نظاما متكاملا يشمل خرائط رقمية للتربة، تركيبات سماد مخصصة، مدارس رقمية للزراعة، ومراكز خدمات فلاحية من الجيل الجديد، الهدف واضح: إرساء فلاحة ذكية، منتجة، ومستدامة، تنطلق من خصوصيات كل منطقة وتُراهن على الشباب والتكنولوجيا.

الزراعة الرقمية أداة للتمكين والتغيير
لم يكن الرهان على الزراعة الرقمية خيارا تقنيا فحسب، بل قرارا استراتيجيا يعكس وعيا بضرورة تحديث القطاع الفلاحي في إفريقيا من الداخل، من مدرسة الزراعة الرقمية في ياموسوكرو، إلى برنامج “Farming Innovation”، تعمل OCP Africa على إحداث تغيير جذري في علاقة الشباب الإفريقي بالزراعة، عبر التكوين وخلق بيئة حاضنة للمقاولات الناشئة.

من التربة إلى السوق رؤية متكاملة للتنمية
تعتمد OCP Africa نهجا يرتكز على فهم دقيق لديناميات السوق المحلية، وحاجيات الفلاح، وقدرات الأرض، فبناء مصنع للأسمدة في أبيدجان، ومراكز للخدمات الفلاحية، ليس مجرد استثمار اقتصادي، بل جزء من رؤية لتوطين الحلول، وتيسير الولوج إلى المدخلات، والخدمات، والتكوين، والأسواق، تعكس نتائج الأرقام فاعلية هذا النموذج: آلاف الفلاحين المستفيدين، مئات الهكتارات الممكننة، وخدمات شاملة تعيد رسم خريطة الإنتاج الفلاحي في البلاد.

الابتكار في خدمة السيادة الغذائية الإفريقية
مشاركة OCP Africa في SARA 2025 تتقاطع مع شعار الدورة: “أي أنظمة لتحول زراعي وغذائي من أجل السيادة الغذائية بإفريقيا؟”، والجواب الذي تقدمه المجموعة المغربية يتجلى في نموذج عملي يمكن الدول الإفريقية من استثمار مواردها البشرية والطبيعية بشكل ذكي، يُحسّن الإنتاجية، ويعزز الأمن الغذائي، دون المساس بالتوازن البيئي أو السيادة الوطنية.