ولي العهد يترأس حفل تخرج نخبة
بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم الأربعاء، حفلا رسميا، لتخريج الفوج الخامس والعشرين للسلك العالي للدفاع، والفوج التاسع والخمسين لسلك الأركان، وذلك بالكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بالقنيطرة.
يأتي هذا الموعد السنوي الهام ليكرّس تقليدا راسخا في الحياة العسكرية المغربية، ويجسد في الآن ذاته العناية الملكية بتكوين القيادات العليا وتأهيل الأطر العسكرية، ضمن رؤية استراتيجية ترفع من قيمة التكوين الأكاديمي والمهني، وترسّخ مكانة المغرب كشريك موثوق في محيطه الإقليمي والدولي.
استقيال رسمي لصاحب السمو
حلّ صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن بمقر الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بالقنيطرة، حيث كان في استقباله عدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين، يتقدمهم الفريق أول، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، إلى جانب العميد مدير الكلية، وقد شكل هذا الاستقبال الرسمي لحظة رمزية تجسد عمق التقاليد العسكرية المغربية، التي تعكس استمرارية الدولة في رعاية تكوين أطرها الدفاعية العليا، بقيادة المؤسسة الملكية التي تضع الاستثمار في العنصر البشري العسكري في صلب رؤيتها الاستراتيجية.
استعرضت تشكيلة من القوات المسلحة الملكية الجوية التي أدت التحية العسكرية، لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، لدى وصوله إلى الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا، في مشهد رسمي يعكس ما يميز المؤسسة العسكرية من انضباط وهيبة، بعد ذلك، توجه سموه إلى المنصة الرسمية حيث تابع عرضا تحليليا حول “دور القوات المسلحة الملكية في تأمين الحدود”، وقد أبرز هذا العرض الأبعاد الاستراتيجية التي تنتهجها المملكة في تحصين فضائها الترابي، وتثبيت الأمن والاستقرار في سياق إقليمي متقلب، كما يعكس وعي المؤسسة العسكرية المغربية بالتحديات الجيو-أمنية الراهنة، وتأكيدها على مقاربة شمولية تكاملية للرؤية الدفاعية مع الجاهزية العملياتية.
أشرف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في لحظة مفعمة بالدلالات الرمزية وتعزيزا لمكانة المغرب كفاعل دولي في المجال العسكري، على تسليم شهادات التعليم العسكري العالية بدرجة ماستر تخصص في الدفاع الوطني لخريجي السلك العالي للدفاع، إلى جانب شهادات التخرج لضباط سلك الأركان من المغرب وخارجه، ممثلين لثمان وعشرين دولة، يعكس المشهد بوضوح انفتاح المملكة المغربية على الشراكات العسكرية متعددة الأطراف، وترسيخ موقعها كمحور إقليمي في تكوين الكفاءات الدفاعية، ولم تخلُ المناسبة من بعد معرفي رفيع، إذ قدم مدير الكلية لسموه باقة مختارة من الأبحاث التي أنجزها الخريجون، في تجسيد لمستوى أكاديمي متقدم يعكس جودة التكوين والتأطير الذي تحرص المؤسسة على توفيره.
في ختام الحفل، إلتُقطت صورة تذكارية لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، إلى جانب خريجي الفوج الخامس والعشرين للسلك العالي للدفاع، والفوج التاسع والخمسين لسلك الأركان، البالغ عددهم 296 ضابطا، منهم 77 ضابطا يمثلون 28 بلدا، لحظة موثقة بعدسة التاريخ، تختزل دلالات عميقة في بعدها الوطني والدولي، وتعكس روح الفخر والاعتزاز التي طبعت هذا الموعد السنوي البارز، كما تترجم هذه اللحظة البصرية الرؤية الملكية الحكيمة في إعداد نخبة عسكرية متمرسة، عالية التكوين، وقادرة على التفاعل مع التحديات الجيو-أمنية الراهنة، واستيعاب التحولات المتسارعة في محيطها الإقليمي والدولي.
📰 اقرأ هذا المقال على Google News: اضغط هنا