أمير المؤمنين يجسد وحدة الأمة ويؤم شعبه في شعائر عيد الأضحى بتطوان

أمير المؤمنين يجسد وحدة الأمة

حكيمة القرقوري

أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، حفظه الله، في أجواء مفعمة بالإيمان والابتهاج، صلاة عيد الأضحى المبارك صباح يوم السبت 10 ذي الحجة 1446هـ الموافق 7 يونيو 2025م، بمسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي أحمد، والأمير مولاي إسماعيل.

شوارع تطوان تشهد أبهى صور الولاء
اكتست مدينة تطوان أجواء احتفالية مهيبة، ازدانت خلالها شوارعها ومداخلها بمظاهر البهجة والسرور، فيما اصطفت جموع غفيرة من المواطنين والمواطنات على طول المسار الذي سلكه الموكب الملكي، وقد توافدوا من مختلف ربوع الوطن ليجددوا البيعة والولاء، مرددين الهتافات بحياة أمير المؤمنين ومهنئين جلالته بحلول عيد الأضحى المبارك، مشهد جسد أرقى الصور وعمق الارتباط الوجداني والروحي الذي يجمع العرش العلوي المجيد بشعبه الوفي.

تحية رسمية لدى وصول أمير المؤمنين
استعرضت تشكيلات الحرس الملكي التي أدت التحية رسمية، عند وصول جلالة الملك إلى المسجد، إيذانا بانطلاق شعائر عيد الأضحى في أبهى صورها ومضاهرها الدينية والوطنية، مما يعكس التقاليد العريقة والتلاحم الوطني في هذه المناسبة الجليلة.

فرصة للتقوى والمحبة والتضامن
أضاء الخطيب في خطبته على المعاني الروحية العميقة لهذا اليوم الأغر، الذي جعله الله خاتمة لأفضل أيام السنة، مؤكدا أن عيد الأضحى يشكل فرصة لتعزيز الصلة بالله تعالى والتقرب إليه بالطاعات، ومناسبة لتقوية أواصر المحبة والتضامن بين المسلمين، أفرادا وجماعات.

العيد تجسيد للقيم والتكافل الإنساني
ولم تغب الدلالات الشرعية والاجتماعية عن الخطبة، إذ شدد الخطيب على أن العيد ليس طقسا عابرا، بل تجسيد حي للبعد الإيماني والإنساني في الإسلام، حيث تتجلى القيم السامية من تضامن وتكافل ورحمة، وتتعزز الروابط العائلية والمجتمعية.

إمامة وحكمة في عيد الأضحى
أوضح الخطيب عن الشعائر، أن أمير المؤمنين، باعتباره الضامن لحرية الممارسة الدينية والساهر على تطبيق الشريعة وفق مقتضيات المصلحة الشرعية ومبادئ التيسير، قرر عدم القيام بشعيرة أضحية العيد هذا السنة، عملا بما تقتضيه الضرورة ورفعا للحرج عن رعيته، استلهاما من قوله تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، ووفاءا لسنة جده المصطفى عليه الصلاة والسلام، قام جلالة الملك بذبح أضحيتين، الأولى باسمه والثانية نيابة عن شعبه، على غرار ما فعله النبي الكريم حين قال: “هذا عني وهذا عن من لم يضح من أمتي”، مشهد رمزي يعكس عمق البعد التمثيلي لعلاقة الملك بأمته.

ابتهالات للملك وأسرته الشريفة
بعد الانتهاء من الشعائر، ابتهل الخطيب وجموع المصلين إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين ويحفظه، ويقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد، وأن يبارك في سائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، ورفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني بواسع رحمته، ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما، عرفانا لما أسدياه من تضحيات في سبيل الوطن والدين.

تهنئة دبلوماسية للملك
تقدم في لحظة ذات دلالات دبلوماسية رفيعة، رؤساء البعثات الدبلوماسية الإسلامية المعتمدون بالمغرب للسلام على جلالة الملك وتهنئته بمناسبة عيد الأضحى المبارك، معبرين بذلك عن الاحترام والتقدير العميقين اللذين تحظى بهما المملكة المغربية وقيادتها على الساحة الدولية.

عيد الأضحى بفرحة وطنية
واختتمت هذه المناسبة البهيجة بقيام جلالة الملك بذبح الأضحيتين، وسط دوي طلقات المدفعية التي أعلنت عن حلول عيد الأضحى، وترجمت مشاعر الفرح والسرور التي عمت أرجاء الوطن.

تهاني العيد من كبار مسؤولي الدولة
تقدم للسلام على جلالة الملك وتهنئته بالعيد، رئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ورئيس النيابة العامة، ورؤساء الهيئات الدستورية، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، في تجسيد لوحدة الدولة المغربية تحت راية أمير المؤمنين.