رادارات متطورة ذكية لرصد ثنائي الاتجاه لضبط المخالفات المرورية

رادارات متطورة ذكية لرصد ثنائي

أعلنت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية في سياق استراتيجيتها المستمرة للحد من حوادث السير والرفع من مستوى الأمان الطرقي، عن الشروع في تفعيل نظام جديد متطور لرصد المخالفات المرورية، وذلك ابتداءً من يوم الاثنين 16 يونيو 2025.

رصد ذكي في الاتجاهين
يعتمد هذا النظام الجديد على رادارات ذكية تتمتع بقدرات تقنية متقدمة، تمكنها من رصد وتسجيل المخالفات المرورية في كلا اتجاهي السير، سواء للمركبات القادمة نحو الجهاز أو المغادرة منه، يشكل هذا التطور تحولا نوعيا في آليات المراقبة الطرقية، حيث يضع حدا للثغرات التي كانت تستغل في تجنب الرصد، ويكرس مراقبة شاملة ودقيقة لحركة المرور، ويمثل هذا النظام الذكي خطوة استراتيجية نحو تحديث أدوات الضبط الطرقي، بما ينسجم مع التوجه العام نحو رقمنة الخدمات وتعزيز السلامة المرورية عبر اعتماد حلول تقنية مبتكرة وعادلة.

مراقبة مرورية شاملة
يمثل هذا الإجراء جزءًا من مقاربة جديدة تتبناها الوكالة، تهدف إلى ضمان عدالة أكبر بين جميع مستعملي الطريق. فبدل أن تقتصر المراقبة على اتجاه واحد، أصبح بإمكان الرادارات تغطية الاتجاهين معًا، ما سيمكن من ضبط المخالفات بطريقة متوازنة وشاملة، دون استثناء أو تحيّز، وبذلك تتم محاصرة مظاهر التملص من احترام القوانين.

مسؤولية جماعية والتزام فردي
دعت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية عموم السائقين في ذات السياق إلى احترام قواعد السير، وعلى رأسها الالتزام بالسرعة القانونية، مشددة على أن الغاية من هذا الإجراء ليست الزجر، بل الوقاية وتقويم السلوك. وأكدت الوكالة أن تفعيل هذا النظام يندرج ضمن رؤية شمولية تجمع بين التوعية المستمرة والتقنيات الحديثة، بهدف خلق بيئة طرقية آمنة ومستدامة.

من التوعية إلى الفعل الميداني
يمثل هذا النظام مثالًا على الانتقال من الخطاب التحسيسي إلى تفعيل آليات المراقبة والردع الميداني، مما يعكس تطورًا في منهجية عمل الوكالة، التي أصبحت تراهن على التكامل بين الإنسان والتكنولوجيا لضمان فعالية التدخلات وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.

نحو طرق أكثر أمنا وإنصافا
تفعيل هذا النظام الجديد ليس سوى محطة ضمن مسار طويل من الإصلاحات التي انخرطت فيها الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، والتي تهدف إلى تقليص أعداد الحوادث والضحايا، وتكريس ثقافة احترام القانون كشرط أساسي لضمان أمن الطرقات. ويبقى الرهان الأكبر هو وعي السائقين بأدوارهم الفردية في حفظ السلامة العامة.