جريدة الاخبار 24

جامعة ابن طفيل من التميز الوطني إلى الريادة العالمية


جامعة ابن طفيل من التميز الوطني

حكيمة القرقوري

أحرزت جامعة ابن طفيل بالقنيطرة موقعا متقدما ضمن خطوة نوعية للصعود المتواصل على سلم التميز الأكاديمي يعكس تصنيفها ضمن تقرير “QS World University Rankings 2026″، أحد أكثر التصنيفات العالمية دقة وصرامة في مجال التعليم العالي، ويعد هذا التتويج محطة بارزة في مسار الجامعة، إذ تم إدراجها لأول مرة ضمن قائمة الجامعات العالمية المرموقة، مما يمنحها إشعاعا دوليا مستحقا، ويؤكد جدوى السياسات التطويرية الطموحة التي انتهجتها خلال السنوات الأخيرة.

جامعة ابن طفيل ترسخ مكانتها عالميا
يأتي هذا التتويج الدولي بعد أيام قليلة من إدراج الجامعة ضمن تصنيف “Times Higher Education”، في مؤشر واضح على التراكم النوعي الذي تشهده المؤسسة على صعيد الأداء الأكاديمي، الابتكار المؤسساتي، والانفتاح على المستويين الوطني والدولي، يعكس هذا التقدم المتواصل جودة التعليم والتكوين، ويجسد أيضا نجاعة الخيارات الاستراتيجية التي تبنتها الجامعة، وكفاءة تدبيرها، وانخراطها الفعلي في دينامية إصلاحية شاملة وعميقة.

جامعة ابن طفيل تتصدر الجامعات المغربية
يستند تصنيف “QS World University Rankings” على مجموعة من المؤشرات العلمية الدقيقة، من أبرزها جودة البحث العلمي، كفاءة التدريس، مستوى الانفتاح الدولي، والارتباط الفعلي بسوق الشغل والقطاع الصناعي، وقد شملت نسخة هذه السنة تقييم 8467 جامعة تمثل 106 دولة، ما يعكس حجم المنافسة العالمية وحدة المعايير المعتمدة، لم تقتصر جامعة ابن طفيل على دخول التصنيف فحسب، بل تصدرته على الصعيد الوطني، في إنجاز غير مسبوق يجسد التحول العميق الذي عرفته المؤسسة خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى بنيتها الأكاديمية أو رؤيتها التطويرية.

إصلاحات هيكلية تقود للتميز العالمي
لم يكن هذا التتويج الدولي محض مصادفة، بل يُعد نتاجًا لمسار إصلاحي عميق تبنّته جامعة ابن طفيل على مدى سنوات، شمل مختلف جوانب المنظومة الجامعية، من البنية التحتية إلى الهندسة البيداغوجية وصولًا إلى آليات الحوكمة والتدبير، وقد تجسدت هذه الإصلاحات الهيكلية في سلسلة من المبادرات الجوهرية، كان لها بالغ الأثر في إعادة تموقع الجامعة وتعزيز تنافسيتها من أبرز هذه المبادرات:
-تأهيل البنية الجامعية عبر إحداث أقطاب متقدمة للبحث والتكوين، تواكب التحولات المتسارعة في ميادين المعرفة والتكنولوجيا.
-إطلاق تخصصات ومسالك جديدة تستجيب لحاجيات سوق الشغل، وتُعزز من قابلية إدماج الخريجين في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
-دعم البحث العلمي من خلال تمويل المشاريع ذات القيمة المضافة، وتشجيع النشر الأكاديمي، وتعزيز انخراط الجامعة في شبكات بحث وتعاون دولية.
-تكريس ثقافة الجودة على مستوى التكوين والتدبير، انسجامًا مع المعايير الدولية المعتمدة في ضمان التميز والاستدامة الأكاديمية.

طموح مؤسساتي يرتقي للعالمية
لا يعد إنضمام جامعة ابن طفيل إلى نادي الجامعات العالمية الكبرى تتويجا مستحقا لمسارها المتصاعد، بل يمثل أيضا محطة استراتيجية لمواصلة الاستثمار في الإنسان والمعرفة، وترسيخ دور الجامعة كقاطرة للتنمية الجهوية والوطنية، ومن المرتقب أن يساهم هذا الاعتراف الدولي فتح آفاق واعدة أمام المؤسسة، سواء على مستوى استقطاب الشراكات الأكاديمية الرفيعة، أو جذب الطلبة والباحثين من مختلف أنحاء العالم، وبهذا الإنجاز، تثبت جامعة ابن طفيل أن الطموح المؤسساتي، حين يقترن برؤية واضحة وإرادة إصلاحية، قادرة على تحويل مؤسسة جامعية إلى مرجعية أكاديمية وطنية ودولية بكل المقاييس.


تحقق أيضا

جريدة الاخبار 24

الوكالة الوطنية تطلق خرائط تنبؤية لرصد بؤر حرائق الغابات

الوكالة الوطنية تطلق خرائط تنبؤية أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في إطار جهودها الاستباقية لمواجهة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *