جمعية نبض BC2 بالقنيطرة تنظم يوما
حكيمة القرقوري
نظّمت جمعية “نبض NABD–BC2“، يوم الأحد 29 يونيو الجاري، يوما تحسيسيا توعويا احتضنته غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالقنيطرة، تحت شعار: “معا بالتوعية والدعم نزرع الأمل ونحارب الوصم”.
شكلت هذه المبادرة محطة إنسانية وتثقيفية متميزة، جمعت ثلة من الأطر الطبية والمتخصصين في المجالين النفسي والاجتماعي، إلى جانب عدد من الفاعلين المدنيين، بهدف ترسيخ الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم، ومحاربة الصور النمطية والمفاهم الثقافية التي لا تزال تشكل عائقا أمام التفاعل الإيجابي مع المرض وطلب العلاج في الوقت المناسب.
عبّرت رئيسة جمعية “نبض” في كلمتها الافتتاحية، السيدة إكرام الصغير عن اعتزازها العميق بالحضور والمشاركين في هذا اللقاء، الذي وصفته بـ”لقاء تحت مظلة الأمل والإنسانية”، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تجسد روح التضامن والتوعية الصحية الهادفة، كما وجهت شكرا خاصا للدكتورة نعيمة الهبري، عن المركز المرجعي للصحة الإنجابية بالقنيطرة، لجهودها الدؤوبة في مجال التوعية والكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم، مؤكدة في كلمتها أن السرطان لا يمثل نهاية، بل إن التشخيص المبكر يفتح أبواب الأمل، ويرفع فرص الشفاء لتتجاوز 90% في العديد من الحالات.
قدمت الدكتورة نعيمة الهبري، عن المركز المرجعي للصحة الإنجابية بالقنيطرة، عرضا علميا شاملا بعنوان “الكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم”، استعرضت فيه المعطيات الوبائية المرتبطة بالمرضين، مبرزة أن سرطان الثدي يعد الأكثر شيوعا بين النساء على الصعيد العالمي، حيث تصاب به واحدة من كل ثماني نساء، في حين يحتل سرطان عنق الرحم المرتبة الرابعة من حيث الانتشار، وأضافت الدكتورة الهبري في عرضها العوامل الثابتة والمتغيرة التي ترفع من خطر الإصابة، إلى جانب أبرز الأعراض والعلامات التي تستدعي الانتباه، مسلطة الضوء على أهمية الفحص الذاتي، والفحص السريري، والصور الشعاعية، واللقاحات الوقائية، كوسائل فعالة للكشف المبكر، مؤكدة أن اعتماد برامج وطنية للكشف منذ سنة 2010، بدعم محوري من مؤسسة لالة سلمى للوقاية وعلاج السرطان، ساهم في ترسيخ الوعي الصحي وتمكين آلاف النساء من التشخيص المبكر، مما انعكس إيجابا على فرص العلاج ونسب الشفاء.
قدمت الأخصائية النفسية والاجتماعية نادية بالباه في الشق الثاني من اللقاء، مقاربة سوسيوثقافية دقيقة من خلال عرض بعنوان: “التمثلات الاجتماعية والثقافية لسرطان الثدي وتأثيرها على القرار الطبي”. سلطت فيه الضوء على الكيفية التي تُسهم بها التصورات المجتمعية والصور النمطية المرتبطة بالمرض في خلق حواجز نفسية تعيق الإفصاح المبكر وطلب العلاج، وتوقفت الأخصائية عند تمثلات الألم والصبر والخوف من فقدان الوظيفة أو التهميش الاجتماعي، باعتبارها عوامل ثقافية واجتماعية تؤخر التشخيص وتُعقّد مسار العلاج. كما قدّمت قراءة معمقة لمفهوم “المرض” من زوايا بيولوجية، واجتماعية، وثقافية، موضحة كيف تنتقل التجربة المرضية من حيّزها الفردي إلى بُعد جماعي ثم مؤسساتي، يستوجب تدخل الدولة بمقاربات شمولية، وجهت سلسلة من الرسائل المؤثرة، من خلال مداخلتها، دعت فيها النساء إلى جعل صحتهن أولوية، والرجال إلى أن يكونوا سنداً نفسياً حقيقياً، والأسر إلى توفير الدعم والاحتضان، والمجتمع إلى نبذ الوصم، والإعلام إلى تصحيح الصور النمطية، فيما أكدت على مسؤولية الدولة في ضمان حق العلاج والكشف المبكر لجميع المواطنات دون تمييز.
تم فتح باب النقاش في ختام اللقاء، حيث أبدى الحضور تفاعلا لافتا مع العروض المقدمة، سواء من حيث مضمونها العلمي أو بعدها الإنساني والاجتماعي. وقد أجمع المتدخلون على أهمية تعميم مثل هذه المبادرات التحسيسية، التي لا تقتصر فعاليتها على الجانب الطبي فحسب، بل تمتد لتلامس الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بتمثلات المرض، مؤكدين أن الوعي الجماعي والتضامن المجتمعي يشكلان ركيزتين أساسيتين في مواجهة السرطان والحد من آثاره.
اختتم هذا اليوم التحسيسي بتكريم رمزي يعكس روح الامتنان والعرفان، حيث تم توزيع تذكاري شكر وشهادتين تقديريتين لكل من الدكتورة “نعيمة الهبري “، اعترافاً بمساهمتها العلمية وجهودها التوعوية، والأخصائية النفسية والاجتماعية نادية بالباه، تثميناً لعرضها القيم حول البعد النفسي والاجتماعي للمرض. وتوج الحفل بلحظة تواصل إنساني عبر تنظيم حفل شاي جمع المشاركين في أجواء ودية تسودها روح الأمل والتضامن.
📰 اقرأ هذا المقال على Google News: اضغط هنا