الجامعة المتوسطية جسر للسلام
أعلنت المفوضة الأوروبية المكلفة بالمتوسط، دبروفكا سويكا، خطوة استراتيجية للتكامل والتعاون بين أوروبا ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن مشروع طموح من أجل إحداث “جامعة متوسطية” تؤسس على شكل شبكة مترابطة من الجامعات والتحالفات الأكاديمية، تمتد على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، لتشكل منصة تعليمية مشتركة تعزز التبادل المعرفي والثقافي في المنطقة.
جامعة متوسطية لتوحيد المعرفة والثقافات
تندرج مبادرة الاتحاد الأوروبي ضمن رؤية أوسع تهدف إلى توحيد الطلبة والباحثين والثقافات في منطقة يشهد فيها الفضاء المتوسطي تزايدا في التشرذم السياسي والاجتماعي وأوضحت دبروفكا سويكا أن المشروع لا يقتصر على البعد التعليمي، بل يسعى إلى ترسيخ أسس شراكة مستدامة، للسلام والازدهار في المنطقة، واعتبرت سويكا أن الجامعة المتوسطية ستشكل رمزا حيويا للتقارب الثقافي والتعاون الأكاديمي، مشيرة إلى أن المبادرة ترتكز على تطوير برنامج “إيرسموس+”، وترسيخ التحالفات الجامعية، إلى جانب تأسيس جامعة بين أوروبا والجنوب المتوسطي، تقوم على الاعتراف المتبادل بالشهادات الأكاديمية وتسهيل تنقل الطلبة والباحثين بين ضفتي المتوسط.
المتوسط يعود جسرا للمعرفة
تجسد المبادرة استجابة أوروبية مباشرة للتحولات العميقة والتحديات المتصاعدة التي عرفها حوض البحر الأبيض المتوسط خلال العقود الأخيرة، إذ انتقل من فضاء للانفتاح على الحضارات والتبادل التجاري إلى ساحة للصراعات والتوترات، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى قلب هذا المسار من خلال الاستثمار في الإنسان والمعرفة والثقة المتبادلة، ووفقا لما ورد في بيان المفوضة الأوروبية دبروفكا سويكا، يرتكز المشروع على محاور استراتيجية، في مقدمتها توسيع فرص التنقل الأكاديمي بين ضفتي المتوسط عبر برنامج “إيرسموس+”، بما يتيح لعدد أكبر من الطلبة والأساتذة الانتقال بحرية للعمل والدراسة، والتركيز على مجالات حيوية منها: المناخ، التكنولوجيا النظيفة، الاقتصاد الأزرق، والمهارات الرقمية.
تحالف جامعي يرسخ التكامل المتوسطي
يعتزم الاتحاد الأوروبي إحداث تحالف جامعي مشترك يشرف على تنسيق التعاون الأكاديمي والتبادلات البحثية والثقافية، يتمركز في مراكز استراتيجية بأوروبا وجنوب المتوسط لتسهيل الجهود وتوسيع نطاق الوصول إلى المعرفة، وتتجاوز الرؤية الطموحة حدود التحالف لتشمل تأسيس جامعة متوسطية، تتيح للطلبة التنقل بين دول المنطقة، مما يعزز تكامل المؤسسات الأكاديمية ويفتح آفاقا واسعة لتبادل الخبرات وبناء شبكات علاقات مستدامة.
جامعة متوسطية جسر السلام
أكدت دبروفكا سويكا، رغم الحماس الكبير للمشروع، أن التحديات التي تواجه إحداث الجامعة المتوسطية لا يستهان بها، مستندة إلى تجربتها الشخصية في مجتمعات عانت من الحروب والانغلاق، وشددت على أن التعليم يمثل أداة فاعلة لتحويل الواقع، وبناء السلام، والتغلب على المخاوف والقيود التي تعيق طموحات الشباب، واختتمت حديثها، أن هذه المبادرة تبرز الدور الحيوي للتعليم كجسر للتواصل الإنساني والتنمية المستدامة في المنطقة، ودعت صناع القرار والأكاديميين والمجتمعات المدنية إلى الانخراط الفعال في مشروع يعيد للبحر الأبيض المتوسط مكانته كفضاء للتلاقي والتعاون المشترك.
📰 اقرأ هذا المقال على Google News: اضغط هنا