جماعة القنيطرة تتحدى لنيل شارة المدينة
جماعة القنيطرة تتحدى العالم بقبول عريضة تقديم ملف نيل شارة المدينة الرطبة في أفق 2028 باقتراح من المجتمع المدني المحلي المهتم بالشأن البيئي.
في إطار المشروع المسمى: “من أجل ترافع بيئي لمدينة مستدامة” تمت بلورة عريضة: مقترح تقديم طلب من طرف رئيس المجلس الجماعي للقنيطرة، لترشيح مدينة القنيطرة لنيل “شارة المدينة الرطبة “في أفق 2028، في أجل أقصاه 30 نونبر2024. تم بلورة عريضة بيئية من طرف جمعية إيكولوجيا للتربية على البيئة وفق منهجية تشاركية مع ممثلي/ممثلات 30 جمعية محلية بالقنيطرة مهتمة بالشأن البيئي والتنموي، وبدعم من السفارة الفرنسية.
وأتت هذه المبادرة انطلاقا من أن دستور 2011 يعتبر حلقة متميزة في سلسلة حلقات تجويد المشاركة المُواطِنة بالمغرب عبر إقرار آليات جديدة لتدعيم مساهمة المواطنين في مراقبة السياسات العامة، كالعرائض التي تم الرهان عليها لتجويد التدبير العمومي ولتجسير الفجوة بين المواطن والدولة.
وفي هذا الاطار، يعلن السيد نجيب بحسينة أنه من خلال مشروع المسمى من أجل ترافع بيئي لمدينة مستدامة، المنظم من طرف جمعية إكولوجيا للتربية على البيئة، للرأي العام عن مصادقة المجلس البلدي بالإجماع لصالح العريضة التي تقدمت بها الجمعية من أجل تقديم طلب رسمي لدى السكرتارية الدولية للمناطق الرطبة من أجل ترشيح مدينة القنيطرة لتكون مدينة رطبة، في أفق سنة 2028، وذلك خلال دورة المجلس العادية التي انعقدت بتاريخ 4 فبراير2024 .
وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير البيئي مصطفى بنرامل على أن نيل القنيطرة شارة المدينة الرطبة هي أحد الاتجاهات الكبرى المحددة في عصرنا من اجل عيش الإنسان في المستقبل آمن ومستدام. حيث حوالي نصف سكان العالم يوجدون في المناطق الحضرية اليوم. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع انتقال المزيد من الناس إلى المدن.
من المحتمل أن تشكل الاتجاهات الحالية في المستوطنات البشرية تهديدًا كبيرًا للحفاظ على الأراضي الرطبة واستخدامها الحكيم. ومع نمو المدن وزيادة الطلب على الأراضي، هناك ميل إلى التعدي على الأراضي الرطبة. غالبًا ما يُنظر إليها على أنها أرض قاحلة ليتم تحويلها لأغراض أخرى بما في ذلك استخدامها كمكب نفايات.
ونيل شارة المدينة الرطبة من شأنه أن يحافظ عليها ويساهم في استخدامها بشكل مستدام، لأن الأراضي الرطبة الحضرية تمكن من التوفير للمدن فوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية متعددة. فأثناء العواصف، تمتص الأراضي الرطبة الحضرية الأمطار الغزيرة، مما يقلل من الفيضانات في المدن ويمنع الكوارث وتكاليفها اللاحقة. وتعمل النباتات الوفيرة الموجودة في الأراضي الرطبة الحضرية بمثابة مرشح للنفايات المنزلية والصناعية وتساهم في تحسين نوعية المياه وامتصاص ثاني أوكسيد الكربون أحد المسببات للاحتباس الحراري المسبب في تغير المناخ. كما تعتبر الأراضي الرطبة الحضرية أرضًا ثمينة يجب دمجها في خطط تطوير المدن وإدارتها على غرار دمج بعدها في برنامج عمل الجماعة.
وفي نفس الإطار أكد الخبير البيئي حميد رشيل منسق لجنة التعبئة المجتمعية ومستشارات ومستشاري جماعة القنيطرة مما ساهم في قبول العريضة لأول مرة في ظل الولاية الحالية لمجلس جماعة القنيطرة بالإجماع، أن هذه العريضة سيكون لها وقع كبير على مستوى تنمية الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة المحلية من خلال بلورة نموذج تنموي مندمج يأخذ بعير الاعتبار الخصوصيات الترابية والمتطلبات السكانية.
وفي هذا الإطار، تقدم رئيس جمعية إكولوجيا للتربية على البيئة السيد بحسينة نجيب بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لجميع أعضاء المجلس، لما ابلوه من بلاء حسن في الدفاع ومناصرة مقتضيات العريضة ومبادرتهم قبول مقترح العريضة بالإجماع والاستعداد على العمل وفق منضور تشاركي لتنفيذ هذا المطلب لما له من أثر فعلي على كل الجوانب الإيكولوجية والإنسانية لساكنة ومحيط مدينة القنيطرة مما يجعلها أن تتبوأ مكانة مهمة على الصعيد الوطني والدولي كنموذج للمدن المستدامة يحتذى بها عالميا.