تكتل الجزائر وتونس وليبيا
توصلت الجزائر وليبيا وتونس إلى اتفاق لعقد اجتماعات دورية كل ثلاثة أشهر، ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع الأول في تونس بعد شهر رمضان، يُعتبر هذا الاتفاق استثناءً للمغرب وموريتانيا، يبدو الهدف منه خلق تكتل مغاربي جديد بعيدًا عن الاتحاد المغاربي الذي تجمدت أنشطته ودوره في الفترة الأخيرة.
ووفقًا للبيان الصادر عن الدول الثلاثة، يهدف هذا الاتفاق إلى توحيد الجهود وتكثيفها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجها شعوب البلدان الثلاثة، فعلى الرغم من الجهود المبذولة، تبقى عدة تساؤلات مطروحة حول الآثار المحتملة لهذه الخطوة، خاصة فيما يتعلق بزيادة التوترات بالمنطقة المغاربية وتأثيرها على العلاقات الأمنية والدبلوماسية بين الدول المشاركة.
ومن الواضح أن تشكيل التكتل لاستثناء المغرب، نظرًا للدور الذي يلعبه في المنطقة وعلاقاته الوثيقة مع الأطراف الدولية المختلفة، فالأوضاع في ليبيا غير مستقرة وتشهد غيابًا لسلطة مركزية حقيقية، وايضا تونس تواجه أزمة داخلية، في حين لم تنضم موريتانيا إلى الاجتماعات المقبلة بسبب العلاقات الاستراتيجية المتينة التي تربطها بالمغرب.
تتركز العلاقات الاقتصادية الحالية بشكل رئيسي بين المغرب وموريتانيا، فيما تعاني العلاقات مع تونس من جمود وتراجع، مما يعني أنها لا تؤثر بشكل كبير على الجوانب الاقتصادية، علاوة على ذلك، فإن العلاقات بين المغرب وتونس تعتبر شبه مقطوعة في الوقت الحالي، في حين تستمر العلاقات مع موريتانيا على مستويات هامة. ومن المتوقع أن تظهر الآثار الطويلة المدى لهذا التكتل الذي قد يؤدي إلى تغييرات في العلاقات الإقليمية والتأثير على العلاقات الدولية ، ومع ذلك، يحافظ المغرب على علاقات متوازنة مع الأطراف الليبية المختلفة، ويحرص على الحفاظ على علاقاته الهامة والفاعلة مع الشركاء الدوليين، نظرًا للتوترات القائمة في المنطقة والعلاقات المعقدة بين الدول المشاركة.