التغيرات الجيوسياسية مأزق البوليساريو في ظل تزايد الدعم الدولي للسيادة المغربية

التغيرات الجيوسياسية مأزق البوليساريو

على ضوء التغيرات الجيوسياسية الأخيرة، يبدو أن الكيان الوهمي ” البوليساريو” يواجه تحديات متزايدة، حيث أشار معهد الدراسات الأمنية الجنوب إفريقي في تقريره الذي نشر عبر موقعه، إلى تراجع الدعم الذي كان يحظى به، فقد أظهرت الدراسات أن المسؤولين في جنوب إفريقيا، الذين لطالما دعموا هذا الكيان، بدأوا يفقدون الأمل في استمراره، نتيجة لزيادة الدعم الدولي للمغرب.
وفيما يلي تفاصيل دقيقة حول هذا الموضوع.

تراجع الدعم للبوليساريو

1- تاريخ التغيرات : منذ سنة 2020، بدأ الدعم الدولي للمغرب في التزايد بشكل ملحوظ بعد اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء.
2- دعم القوى الكبرى: في سنة 2022، أعلنت إسبانيا تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد للنزاع المفتعل، مما زاد من عزلة جبهة البوليساريو.

موقف فرنسا

التطور اللافت هو الموقف الرسمي الذي أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي أبدى دعمه للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل النزاع، يتوقع أن يتبع هذا الموقف خطوات فعلية من فرنسا على الصعيدين الوطني والدولي، وفي الرسالة التي  وجهها الرئيس الفرنسي الى جلالة الملك محمد السادس ، معلنا فيها دعمه للحكم الذاتي، مما يمثل تغيرا مهما في السياسة الفرنسية تجاه القضية.

تراجع الدعم الإفريقي

أظهر المعهد تراجع الدعم الإفريقي للبوليساريو، حيث لم يتبقى سوى 22 دولة تعترف بها، بينما قامت عدة دول بسحب اعترافها أو تجميده في السنوات الأخيرة، منها ، غينيا الاستوائية وملاوي، مما يعكس الدعم المتزايد للسيادة المغربية.

استراتيجية المغرب

اختار المغرب إبقاء القضية في الأمم المتحدة، بعيدا عن الاتحاد الإفريقي، حيث تتمتع دول أعضاء كجنوب إفريقيا والجزائر ، هذا التوجه ساهم في تقليص إمكانية مناقشة القضية في الاتحاد.

دعوة الأمم المتحدة للحوار

في تقريره الأخير، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” عن قلقه إزاء الوضع في الصحراء، مشددا على أهمية التفاوض للوصول إلى حل سياسي، وقد أكد أن الأمم المتحدة مستعدة لعقد اجتماع يجمع جميع الأطراف المعنية،  وفي أكتوبر 2023، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء الوضع في الصحراء، مؤكدا على أهمية إجراء مفاوضات للوصول إلى حل سياسي. وقد أكد على ضرورة:
– وقف إطلاق النار: الذي تم خرقه من البوليساريو منذ سنة 2020.
– اجتماع جميع الأطراف : مع التأكيد على ضرورة مشاركة الجميع بحسن نية.

مأزق الكيان الوهمي وصنيعتها

يبدو أن الكيان الوهمي “البوليساريو” وصنيعتها في موقف صعب، مع تزايد دعم المغرب وتراجع الاعتراف به، في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال: كيف سيتفاعل هذا الكيان الوهمي مع هذه التغيرات، وما هي الخطوات التي ستتخذها الدول المعنية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة؟