جمعية الفتح بتنغير تختتم دورة تكوينية

الأخبار 24: حكيمة القرقوري

أسدلت جمعية الفتح للثقافة والتنمية بتنغير، الستار يوم الاثنين 28 يوليوز الجاري، على فعاليات دورة تكوينية تمحورت حول آلية “ضبط الكربون على الحدود الأوروبية” (MACF)، وذلك بعد أسابيع من الاشتغال المكثف، ركزت هذه الدورة على نخبة من الفاعلين في الحقل الإعلامي على الصعيدين الجهوي والوطني، إضافة إلى باحثين في سلكي الماستر والدكتوراه، وأساتذة جامعيين، وخبراء في السياسات البيئية والمناخية، في إطار سعي الجمعية إلى تعميق الفهم الجماعي لهذه الآلية الأوروبية الجديدة وما تطرحه من رهانات بيئية واقتصادية.

استباق لتأثيرات آلية الكربون الأوروبية
يهدف هذا التكوين، الذي أشرف عليه الخبير في السياسات البيئية والمناخية والبرلماني السابق أحمد صدقي، إلى ترسيخ الوعي الجماعي بأبعاد آلية “ضبط الكربون على الحدود الأوروبية” (MACF)، باعتبارها إحدى أبرز الأدوات التنظيمية الجديدة التي تعتزم الاتحاد الأوروبي تفعيلها بشكل كامل ابتداءا من فاتح يناير 2026، تأتي هذه الآلية في صلب الاستراتيجية الأوروبية للانتقال الطاقي، ضمن مسار يكرس التزامات القارة بخفض الانبعاثات الكربونية، ويعيد تشكيل قواعد التبادل التجاري وفق منطق بيئي صارم، حيث ستكون له انعكاسات مباشرة على الاقتصادات الشريكة خارج الفضاء الأوروبي.

قطاعات تحت ضريبة الكربون
اعتمدت الدورة التكوينية مقاربة مزدوجة جمعت بين التأطير النظري والتطبيق العملي، ما أتاح للمشاركين الاستفادة من موارد رقمية متعددة ودعامات معرفية معمقة، وقد خصص جزء هام من التكوين لتحليل السياق الدولي والوطني المرتبط بآلية “ضبط الكربون على الحدود الأوروبية” (MACF)، عبر قراءة مركبة لمضامينها التقنية وانعكاساتها الاقتصادية والبيئية، وتسليط الضوء على القطاعات الصناعية التي ستطالها الآلية في مرحلتها الأولى، وعلى رأسها الإسمنت، والحديد، والكهرباء، والأسمدة، والهيدروجين، حيث ستفرض رسوم إضافية على صادرات هذه المنتجات نحو السوق الأوروبية، وفقا لمستويات انبعاث الكربون المسجلة، وبناءا على نظام تبادل حصص الانبعاث المعتمد داخل الاتحاد الأوروبي، يعيد هذا التوجه رسم خريطة العلاقات التجارية، ووضع اقتصادات دول الجنوب أمام تحديات هيكلية تتطلب استعدادا تشريعيا وتقنيا مسبقا.

تحضير وعي إعلامي للتحديات
سلطت جمعية الفتح للثقافة والتنمية، من خلال هذا التكوين، الضوء على الحاجة الملحة إلى بلورة مقاربة وطنية استباقية لمواجهة التحديات المعقدة التي تفرضها آلية MACF، بالنظر إلى انعكاساتها المباشرة على الاقتصاد الوطني، ولا سيما على مستوى الصادرات الصناعية نحو السوق الأوروبية، وقد شددت الجمعية على ضرورة الانخراط الجماعي في رفع منسوب الجاهزية، عبر تعبئة مختلف الفاعلين، وفي مقدمتهم الجسم الإعلامي، الذي أضحى يُعوَّل عليه للعب دور محوري في توسيع دائرة النقاش العمومي، ورفع منسوب الوعي المجتمعي إزاء القضايا البيئية الصاعدة، وفي مقدمتها موضوع الكربون والانتقال الإيكولوجي، باعتبارهما رهانين استراتيجيين يحددان ملامح الاقتصاد الأخضر المقبل.

ترسيخ الوعي الوطني بقضايا الكربون
تجاوز التكوين البعد المعرفي ليرافقه إطلاق آلية “اليقظة الإعلامية” (veille informationnelle)، التي تهدف إلى تمكين الصحفيين والمهتمين من متابعة مستجدات آلية MACF على المستويين الأوروبي والدولي، والتفاعل المستمر معها من خلال إنتاج محتوى إعلامي متخصص ورصين، أكدت الجمعية في ختام دورتها على ضرورة تكثيف التنسيق بين المؤسسات والقطاع المدني، وتكريس الوعي لدى الفئات المهنية والصناعية المختلفة، معتبرة أن مستوى الاستعداد الوطني لا يزال دون الطموح المطلوب لمواجهة التحديات الكبيرة التي يفرضها هذا الميكانيزم الأوروبي الجديد على منظومة التصدير والتنافسية الصناعية، فضلا عن دوره الحاسم في صون السيادة المناخية للبلاد.