جمعية الكرامة للمعاقين بالقنيطرة

حكيمة القرقوري

في تجسيد ملموس بعمق روح التضامن والتكافل الاجتماعي، نظمت جمعية الكرامة للمعاقين بالغرب، صباح السبت 31 ماي الجاري، عملية إعذار جماعي لفائدة أطفال الأسر المعوزة، وذلك المركز الصحيالحضري مستوى أ حمان الفطواكي أولاد أوجيه بمدينة القنيطرة.

رؤية تنموية شاملة
تندرج هذه المبادرة في إطار التظاهرات المنظمة من جمعية الكرامة للمعاقين بالغرب تخليدا للذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولبرنامجها السنوي الخيري الذي دأبت جمعية الكرامة للمعاقين بالغرب، تنفيذه بانتظام، مستهدفة الفئات الاجتماعية الهشة، التي تنسجم مع اهداف والتزام الجمعية الدائم بجعل العمل الإنساني أكثر من مجرد شعار، بل ممارسة ميدانية تستجيب لحاجيات واقعية وملموسة، ومن خلال هذه المبادرة، جسدت هذه المبادرة رؤيتها التنموية الشاملة، التي تجعل من العمل الاجتماعي أداة مركزية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز كرامة الإنسان، خاصة في الأوساط التي تعاني التهميش والإقصاء.

تنظيم محكم وأجواء إنسانية
تميّزت مبادرة الإعذار الجماعي التي نظمتها جمعية الكرامة، ليس بطابعها الصحي، بل بما تحمله من بعد إنساني وتنظيمي متكامل، يعكس روح التضامن والتعبئة المجتمعية، فقد أشرف على العملية طاقم طبي متخصص، حرص على احترام شروط السلامة والرعاية الصحية، ما أضفى طابعا مهنيا رفيعا على مجريات المبادرة، وكما ساهم أيضا أعضاء ومنخرطو الجمعية بدور محوري في إنجاح هذا الحدث، من خلال توفير دعم لوجستيكي وبشري فاعل، سهر على استقبال الأطفال وأسرهم في ظروف تليق بكرامتهم، وسط أجواء إتسمت بالطمأنينة والبهجة، ما جعل من هذا اليوم مناسبة إنسانية بامتياز، تتجاوز حدود الخدمة الطبية لخلق لحظة مجتمعية دافئة ومؤثرة.

تكفل شامل وإعذار مجاني
وبحسب ما صرح به رئيس جمعية الكرامة للمعاقين بالغرب أن عدد الأطفال المستفيدين من عملية الإعذار الجماعي تجاوز  120 طفل، جرى إخضاعهم جميعا لفحوصات طبية أولية دقيقة، لضمان جاهزيتهم الصحية للعملية، وقد نُفذت هذه المبادرة بشكل مجاني بالكامل، حيث تكفلت الجمعية بتوفير الأدوية والمستلزمات العلاجية، في إطار حرصها على المتابعة الطبية الشاملة، وقد تمت هذه الخطوة وفق معايير طبية احترافية، أشرف عليها نخبة من الأطباء الجراحين المختصين، وطاقم متخصص بجميع الفحوصات والتحاليل الطبية الضرورية، ما ساهم في إنجاح العملية بسلاسة ودون تسجيل أية مضاعفات تُذكر، وتعكس هذه التجربة حرص الجمعية على ضمان السلامة الصحية للأطفال، إلى جانب التخفيف من الأعباء المادية على أسرهم، ضمن رؤية متكاملة تجمع بين البعد الإنساني والطبي.

تكافل فعلي يخاطب الهشاشة
راكمت جمعية الكرامة للمعاقين بالغرب تجربة نوعية في المجال الخيري والاجتماعي، حيث استطاعت أن تميز نفسها من خلال عمل ميداني منتظم يترجم الشعارات إلى مبادرات ملموسة، ولم تكتف جمعية الكرامة برفع راية التضامن كشعار، بل جعلت من مبادئ التكافل الاجتماعي والتآزر رؤية عملية تتجسد عبر برامج سنوية مدروسة تستجيب للحاجيات الواقعية للمجتمع، وتواصل الجمعية في إطار هذا التوجه تنزيل أهدافها الاجتماعية النبيلة على أرض الواقع، مركزة جهودها على الفئات الهشة والمهمشة، التي غالبا ما تُقصى من أبسط الخدمات الأساسية، وأيضا برهنت الجمعية من خلال هذا النهج، على التزامها العميق بإحداث أثر حقيقي ومستدام، يعزز من كرامة الإنسان ويجعل من العمل الخيري رافعة للتغيير الاجتماعي الإيجابي.

بصمة إنسانية تبعث الأمل
حظيت مبادرة الإعذار المجاني باستحسان واسع من طرف أسر الأطفال المستفيدين، الذين عبروا عن امتنانهم العميق لخطوة خففت عنهم عبئا ماليا، خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، وكذلك لم تُخف العائلات فرحتها بهذه الالتفاتة الإنسانية، معتبرة إياها بادرة نبيلة تعكس حسا تضامنيا عاليا، وتجسد المعنى الحقيقي للعمل الخيري الموجّه للفئات التي في أمسّ الحاجة للدعم والمواكبة.

وفاء للرسالة وموصلة المسار
وفي ختام هذه المبادرة الإنسانية، عبّر رئيس جمعية الكرامة، الدكتور توفيق لحلو، عن امتنانه العميق لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل النبيل، موجها شكره الخاص للأطر الطبية والمتطوعين ومنخرطي الجمعية، الذين جسدوا بروحهم العالية قيم العطاء والتضامن، وأكد لحلو أن الجمعية عازمة على مواصلة مسيرتها الاجتماعية بخطى ثابتة، من خلال تنفيذ برامجها الواقعية التي تستجيب لحاجيات المواطنين، لاسيما الفئات الهشة، مشددا على أن العمل الخيري بالنسبة للجمعية ليس ظرفيا أو موسميا، بل التزام مستمر ينبع من قناعة راسخة بضرورة خدمة الإنسان وكرامته.