جمعية الكرامة للمعاقين تحيي الأمل
حكيمة القرقوري
شهد المركز الجهوي للمعاقين الكرامة بإقليم القنيطرة، مساء الخميس 22 ماي، انطلاق فعاليات اللقاء التواصلي والتحسيسي الذي نظمته جمعية الكرامة، احتفاءا بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة في المغرب، والتي تتواصل إلى غاية الأحد 25 ماي.
الإعاقة في صلب التنمية
يأتي هذا اللقاء ليؤكد مرة أخرى على أهمية البعد الاجتماعي في التنمية، وعلى ضرورة دمج قضايا الإعاقة ضمن السياسات العمومية، ليس فقط من منظور حقوقي، بل أيضا من منظور إنساني وتنموي، وقد استهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس الجمعة الدكتور توفيق لحلو، عبر فيها عن اعتزاز الجمعية بالمساهمة في الدينامية الوطنية الرامية إلى ترسيخ ثقافة الاندماج والتضامن، كما أبرز أن السياق الوطني يشهد تطورا ملحوظا في مقاربة الإعاقة، لا سيما بعد إطلاق برامج التنمية البشرية.
حصيلة دعم وتمكين شامل
قدم الكاتب العام للجمعية، السيد المعطي المداني، حصيلة أنشطة الجمعية لسنة 2024، شملت برامج متعددة تستهدف التكوين، الدعم النفسي، والمواكبة الاجتماعية للأشخاص في وضعية إعاقة وأسرهم، وأشار الكاتب العام المداني إلى أن الجمعية تعمل جاهدة لتجسيد مفهوم التنمية المندمجة من خلال مقاربات تراعي احتياجات الفئات الهشة.
نحو وعي مجتمعي دامج
من جانبه، استعرض السيد ربيع الشيهب، ممثل تنسيقية وكالة التنمية الاجتماعية بالقنيطرة، أهداف ومضامين الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة، مؤكدا على أن التغيير الحقيقي يبدأ من تغيير النظرة المجتمعية إلى الأشخاص في وضعية إعاقة، واعتبارهم فاعلين قادرين على المساهمة في الحياة العامة.
العدالة التربوية تبدأ بالاعتراف
أما مداخلة الاستشاري في قضايا الإعاقة والنوع والتنمية الاجتماعية، السيد محمد الرتني، شكلت لحظة قوية في هذا اللقاء، إذ سلط الضوء على مفهوم “التربية الدامجة” باعتبارها مدخلا لضمان الحق في التمدرس للأطفال ذوي الإعاقات الخفية وغير المرئية، وهي فئة تعاني في صمت بسبب غياب الاعتراف الكافي بإعاقتها ضمن النظام التربوي، كما شدد الرتني على ضرورة إعادة النظر في منظومة التعليم لضمان بيئة دامجة وعادلة للجميع، وتحقيق العدالة التربوية المنشودة.
من الوعي إلى السياسات العمومية
يمثل هذا اللقاء نموذجا للتفاعل البناء بين مكونات المجتمع المدني والمؤسسات العمومية في مجال الإعاقة، ويعكس تحولا نوعيا في التعاطي مع هذه القضية التي ظلت لسنوات محصورة في الجانب الإحساني، غير أن الرهان اليوم، كما أوضح المتدخلون، هو الانتقال إلى سياسات مندمجة ومستدامة، تضمن التمكين الفعلي للأشخاص في وضعية إعاقة.
التربية الدامجة بين الواقع والمأمول
كما تم تأكيد المشاركين على أهمية التربية الدامجة يطرح أسئلة عميقة حول مدى استعداد المنظومة التربوية المغربية لتبني مقاربات شاملة تستجيب لحاجيات جميع الأطفال دون تمييز، قد أبرز اللقاء الجهود المبذولة، في الوقت ذاته إلى المزيد من التنسيق بين المتدخلين لضمان نجاعة البرامج وتوسيع أثرها على المستفيدين.
خطوة نحو مجتمع أكثر إنصافا ودمجا
ختاما، يشكل هذا اللقاء التواصلي خطوة في مسار طويل نحو ترسيخ ثقافة مجتمعية دامجة، تضع الكرامة الإنسانية في قلب التنمية، وتؤمن بأن لا تنمية بدون إشراك حقيقي لكل الفئات، خاصة تلك التي تعاني من التهميش والصمت غير المرئي.
إلتزام منذ التأسيس لمسار من أجل الإدماج
للإشارة تأسست جمعية الكرامة يوم 24 ماي 1995 بمدينة القنيطرة، واضعة نصب أعينها هدفا إنسانيا وتنمويا يتمثل في تحسين أوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة، سواء الحركية أو الذهنية، والانخراط الفعال في جهود إدماجهم داخل النسيج المجتمعي، ومنذ نشأتها، عملت الجمعية على تعزيز التعاون مع مختلف القطاعات والمؤسسات والجمعيات ذات الصلة، من أجل تقديم الدعم في المجالين الطبي والشبه الطبي، إلى جانب المساهمة في تسيير مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
مركز في خدمة الكرامة
يعد “المركز الجهوي للمعاقين الكرامة” بإقليم القنيطرة من أبرز المحطات المضيئة في مسار جمعية الكرامة، التي تتولى إدارتها والإشراف على برامجها بكل كفاءة والتزام. كما تشرف الجمعية على تسيير “المركز الجهوي للترويض الطبي الكرامة”، الذي يضطلع بدور محوري في تقديم خدمات علاجية وشبه طبية لفائدة منخرطي الجمعية وعموم المرتفقين، في إطار مقاربة تراعي الكرامة الإنسانية والحق في العلاج المتكافئ.
شراكات واعتراف مستحق
تولي الجمعية أهمية بالغة لتأهيل الكفاءات وتبادل الخبرات في مجال الإعاقة، من خلال نسج شراكات فاعلة مع منظمات وهيئات وطنية ودولية بنفس الرؤية الإنسانية والاجتماعية، وقد توج هذا العمل الدؤوب والمنفتح بحصول الجمعية على صفة المنفعة العامة في دجنبر 2024، كتتويج مستحق لمسارها الريادي وإسهاماتها الوازنة في خدمة الفئات الهشة وترسيخ قيم الإدماج والعدالة الاجتماعية.















