قمة ألاسكا مفاوضات بين ترامب وبوتين لإنهاء حرب أوكرانيا

Nov 17, 2025 /

قمة ألاسكا مفاوضات بين ترامب وبوتين

شهدت قمة ألاسكا، منتصف غشت الجاري، نقطة اللقاء بين زعيمين عالميين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في قاعدة “إلمندورف ريتشاردسون” بمدينة أنكوريدج، من أجل البحث عن مخرج سياسي للحرب الأوكرانية، التي اندلعت وأصبحت أكبر مواجهة عسكرية بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حاملة تداعيات عميقة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

ألاسكا رمزية المكان وجسر بين الحرب والسلام
بدا المشهد محملا بالرمزية، منذ لحظة هبوط الطائرتين الرئاسيتين على المدرج، تراصت مقاتلات ‘إف-35’ الأميركية في الخلفية، فيما شكل السجاد الأحمر فاصلا بين وصول الزعيمين وتبادلهما المصافحة تحت أنظار الصحافة العالمية، لم يكن اختيار ألاسكا عشوائيا، بل أقرب الأراضي الأميركية إلى روسيا عبر مضيق بيرينغ، ما يجعلها جسرا جغرافيا ونفسيا بين القوتين العظميين، وتذكيرا ضمنيا بأن المسافة بين الحرب والسلام قد تكون أقصر مما يظنه العالم، رغم ما تحمله من مخاطر جسيمة.

وقف إطلاق النار اختبار للقوة العالمية
أعلن عن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن جوهر القمة يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ يمثل اختبارا حاسما لاستعداد موسكو وواشنطن لإعادة ترتيب ميزان القوى الدولي بعد ثلاثة سنوات من الحرب استنزفت الاقتصاد العالمي وأعادت تشكيل خرائط التحالفات، تحدث ترامب على متن طائرته الرئاسية “إير فورس وان”، بلهجة حادة، مشددا على أنه لن يتردد في مغادرة المفاوضات إذا لم يلاحظ تقدما فوريا، قائلا: آمل أن نصل إلى وقف إطلاق النار اليوم، لكن إن لم يحدث، فلن أكون راضيا.

ترامب يوسع دائرة التفاوض
تقتضي الخطة الأولى جلسة مغلقة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، بحضور مترجمين فقط، تليها مائدة غداء موسعة مع المستشارين، فإن مسار اللقاء، قرر ترامب بشكل مفاجئ في اللحظات الأخيرة، إدخال وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو، إضافة إلى مبعوثه الخاص للسلام ستيف ويتكوف، إلى قلب المحادثات منذ بدايتها، اعتُبرت إشارة إلى مسار تفاوضي عملي يستند إلى خبرات متخصصة، بعيدا عن طابع اللقاءات الرمزية، لكن ما يجري خلف الأبواب المغلقة عقبات كبيرة، تشكل حواجز صلبة منها ملفات الحدود والسيادة وضمانات الأمن الأوروبي، فضلًا عن التداعيات العميقة للحرب على أسواق الطاقة العالمية، وقد حرص ترامب، على إظهار موقف صارم، مؤكدا أن واشنطن لن تملي على كييف أي تنازلات إقليمية، معتبرا ذلك قرارا سياديا لأوكرانيا، لكن في الوقت نفسه لوح بعقوبات اقتصادية جسيمة على موسكو إن فشلت قمة ألاسكا في تحقيق تقدم ملموس نحو السلام.

ألاسكا منصة لإعادة رسم خرائط السلام
لم تكن قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين نقطة على الخريطة أو محطة جغرافية محايدة، بل مسرحا مكثفا للرمزية يحمل رسائل نفسية وسياسية مزدوجة، تمنح للرئيس الأميركي، إحساسا بالتحكم في مجريات الحوار، ورسالة بأن واشنطن قادرة على الاقتراب من الحدود الروسية دون عبور خطوط النار، تثير الألسكا للرئيس الروسي، ذكرى تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر، حين باعتها الإمبراطورية الروسية للولايات المتحدة، إرث يوقظ في ذهنه إحساسا بالمنافسة على استعادة مكانة بلاده في مواجهة الغرب، ويتحول التفاوض وسط هذه الخلفيات من نقاش حول النصوص والبنود إلى مواجهة ذهنية هادئة، حيث المكان نفسه يصبح جزءا من معادلة القوة، تغدو القمة اختبارا مزدوجا: أولا، لمدى قدرة واشنطن وموسكو على وقف نزيف الحرب الأوكرانية، وثانيا، ومدى تحول ألاسكا، من خط دفاعي متجمد إلى منصة تعيد تشكيل ملامح السلام العالمي.

شروط النشر:

يُرجى الالتزام بأسلوب محترم في التعليقات، والامتناع عن أي إساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات.
يُمنع تمامًا توجيه أي عبارات تمسّ الأديان أو الذات الإلهية، كما يُحظر التحريض العنصري أو استخدام الألفاظ النابية.

الأخبار 24 جريدة إلكترونية مغربية شاملة تتجدد على مدار الساعة ، تقدم أخبار دقيقة وموثوقة.
    نعتمد على إعداد محتوياتنا بالتحري الجاد والالتزام التام بأخلاقيات مهنة الصحافة المتعارف عليها دولياً، مما يضمن جودة الخبر ومصداقيته.

قلق دولي من تداخل الأنشطة الإرهابية أفاد دبلوماسي أوروبي مقيم…
×
Verified by MonsterInsights