تازة : أبو أنس
لماذا تغيبت أعين السلطة عن بناية تحولت إلى أطلال بدوار جعونة جماعة كلدمان مدينة تازة؟
توصلت “جريدة الأخبار 24” بمعطيات وبما نراه من صور توثق لواحدة من الحوادث المؤلمة التي تثير الاستياء في مجتمعنا، إذ لم تكن الصورة التي بين أيدينا نتاج عبقرية مهندس معماري ولا اجتهاد منعش عقاري، بل هي أثر من عمل شيطاني أجهز على البناية، فعبث بحيطانها ونوافذها وأبوابها، ولم يسلم من فعلتهم سوى أرض البناية المبلطة.
لقد تحولت البناية من منشأة جاهزة للاستخدام إلى أطلال باكية من أثر ما ألم بها، بعد أن كانت مهيأة لتقديم خدمات صحية، تربوية، أو تنموية حتى. إن الإقدام على بناء فضاء ما دون استغلاله يعكس هدر المال العام واستنزاف ميزانية الجماعة.
معلومات تفيد بأن البناية صمدت لسنوات في وجه التحولات الطبيعيةو عوامل التعرية ،إلا أن هذا الصمود انتهى بفعل مجموعة من المخربين الذين حولوا المنشأة من بناية صامدة واقفة إلى خربة يؤمها نفر من المنحرفين ليل نهار، بعد أن عمدوا إلى تخريبها وسرقة نوافذها وأبوابها وما بداخلها من أمتعة وحاجيات تعود لملكية الجماعة.
لقد أصبحت جدران البناية مسرحا لرمي الحجارة بطريقة مجانية تعكس سلوكا همجيا بربريا يجري تحت أعين آبائهم وأولياء أمورهم، مما ترك ندبا وفتحات واسعة على الجدران، كما يظهر بوضوح للعيان.
ما زالت هذه البناية تشكل نقطة سوداء يجتمع فيها كل من تفرقت بهم السبل، حيث أصبحت ثقافتهم هي التخريب وضجيجهم هو شعارهم، مما يؤثر سلبا على السير العادي للدرس والتدريس بمؤسسة تعليمية قريبة.
ما أحوج ساكنة دوار جعونة إلى فضاء صحي، أو نسوي، أو تربوي يعيد تأهيل من ليس له استعداد لإتمام دراسته، أو من تبرأت منهم مدارسهم وما أحوجهم لنقطة إشعاع يستمدون منها البقاء والاستمرار. ونخشى ما نخشاه أن تتحول هذه التجمعات ربما الى جريمة ما تهز الرأي المحلي .
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تركز الجماعة على مشاريع تنموية وترفيهية إلا بمركز كلدمان فقط؟ ولماذا أهملت الدواوير الأخرى التابعة لها ،أم أنها فقط هي عملة صعبة تذخرها لصناديق الاقتراع ؟ ولماذا لا تقوم السلطات المحلية بمتابعة هؤلاء الجناة ومعاقبتهم على ما اقترفوه؟ أو على الأقل القيام بحملات تطهيرية من وقت لآخر حتى لا يظن هؤلاء أنهم فوق القانون.
على السلطات المحلية أن تقوم بدورها في التطهير والتتبع، وعلى الجماعة المحلية أن تبادر بترميم البنايةوعلى الفور وجعلها قادرة على تلبية احتياجات المواطنين، والتي أصبحت أكثر من أي وقت مضى ملحة ومحتاجة للمعالجة والإجابة.