تصريحات الغزواني تحول سياسي
يتجلى التحول السياسي في موقف موريتانيا تجاه قضية الصحراء المغربية من خلال خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان هذا الخطاب بمثابة إعلان عن التوجه الجديد لموريتانيا، حيث تجنب الرئيس الربط بين ملف الصحراء المغربية ومنظمة الاتحاد الإفريقي، وهو ما كانت تسعى إليه البوليساريو وصنيعتها الجزائر.
الموقف الرسمي
أكد ولد الغزواني في خطابه على “الموقف الثابت” لموريتانيا تجاه نزاع الصحراء، مشددا على دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الرامية إلى إيجاد حل دائم يرضي جميع الأطراف، هذه التصريحات تعكس تحولا ملحوظا في السياسة الخارجية الموريتانية، حيث إبتعدت عن الضغوط الجزائرية وأكدت على استقلالية القرار الوطني.
ردود الفعل
لم يتأخر رد البوليساريو على تصريحات الغزواني، عدم إدراج الرئيس الموريتاني الاتحاد الإفريقي للتدخل في القضية مما يعني الرضوخ للمغرب، وقد استخدمت البوليساريو وسائلها الدعائية لمهاجمة الغزواني، مما يُبدي حجم الغضب الذي أثارته هذه التصريحات.
الانتصار المغربي
يعتبر إسقاط دور الاتحاد الإفريقي في قضية الصحراء انتصارا جديدا للمغرب، حيث يعزز من موقفه ويُظهر فشل محاولات الجزائر في استغلال المنظمة الإفريقية لتسليط الضوء على القضية، إن التصريحات الرسمية الموريتانية تساهم في تعزيز الطرح المغربي، مما يفتح آفاقا جديدة للتعاون بين الرباط ونواكشوط.
التحليل السياسي
يرى بعض المحللين السياسيين، أن خطاب ولد الشيخ الغزواني يمثل تحولا كبيرا في الموقف الموريتاني، حيث يعكس اتجاها نحو تعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب، هذا التحول تجاوز المواقف التقليدية التي تبعتها الأنظمة السابقة، مما يتيح لموريتانيا فرصة لبناء علاقات أكثر توازنا مع جيرانها.
المشهد السياسي
ساهمت تصريحات الرئيس الموريتاني في تشكيل مشهد سياسي جديد في منطقة الشمال الإفريقي، حيث يعكس تحول استراتيجي يؤثر على مستقبل العلاقات بين الدول المعنية بقضية الصحراء، ويعتبر دعم موريتانيا لجهود الأمم المتحدة خطوة نحو إيجاد حل سلمي للنزاع المفتعل، الذي يعكس رغبة نواكشوط في ترسيخ سياستها الخارجية بعيدا عن الضغوطات الخارجية.