دعا وزير البيئة والموارد الطبيعية ورئيس المؤتمر السيد: “مختار باباييف”،جميع الأطراف إلى تعزيز التزامها تجاه مواجهة تغير المناخ، خلال فعاليات مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي يعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.
الحاجة إلى التزام متزايد
وخلال كلمته في المؤتمر، أكد السيد باباييف على أن الوقت ليس في صالح المجتمع الدولي، مشددا على ضرورة تعزيز الالتزامات المتبادلة بين الدول لسد الفجوة الحالية في الجهود المبذولة لمواجهة التحديات المناخية، وقال: “أدعوكم جميعا إلى تعزيز التزامكم المتبادل، فالوقت يمر ونحن بحاجة إلى نتائج ملموسة”.
المرحلة النهائية للمفاوضات
أشار باباييف إلى أن مشاريع المقررات والاستنتاجات باتت جاهزة للاعتماد خلال الجلسات العامة المقررة اليوم، مؤكدا أن هذه المرحلة تمثل المرحلة النهائية للمؤتمر، وأضاف: “لقد عملنا جميعا بجد خلال الأسبوعين الماضيين، ولا أحد يرغب في مغادرة باكو دون تحقيق نتائج إيجابية تتماشى مع أهدافنا الرئيسية”.
التزام الاتحاد الأوروبي والمساعدات المالية
في سياق المفاوضات، أعلن الاتحاد الأوروبي عن زيادة الالتزام المالي للبلدان المتقدمة تجاه الدول الأكثر فقرا، حيث يتم توفير 300 مليار دولار سنويا بحلول سنة 2035، شريطة تحقيق تقدم في النصوص، ومع ذلك لا تزال هذه الزيادة أقل من توقعات البلدان النامية، التي تطمح إلى تعبئة 1300 مليار دولار أمريكي بحلول سنة 2030.
مبادرات جديدة في مجال المناخ
وقد شهد مؤتمر “كوب 29” الذي انطلق في 11 نونبر الجاري، اعتماد عدد من المبادرات المهمة، تتعلق بالموارد المائية والسياحة، بالإضافة إلى جهود الحد من انبعاثات “غاز الميثان” الناتج عن النفايات العضوية، هذه المبادرات تعكس جهود المجتمع الدولي لمواجهة التحديات المناخية وتعزيز الاستدامة، ومع تزايد الضغط المناخي، يبقى الالتزام الجماعي والتعاون الدولي أمرا حيويا لتحقيق الأهداف المناخية. إن “كوب 29” يمثل فرصة حاسمة للدول لتوحيد الجهود والعمل نحو مستقبل أكثر استدامة.
المغرب يبرز دوره الريادي في مؤتمر المناخ “كوب 29” في باكو
اختتمت الدورة التاسعة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 29) اليوم الأحد في باكو، حيث سجل المغرب مشاركة بارزة كمساهم رئيسي في جهود مكافحة التغيرات المناخية.
مشاركة المغرب الفعالة
ترأس الوفد المغربي بالمؤتمر رئيس الحكومة، “عزيز أخنوش“، الذي مثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بوفد رفيع المستوى الذي جمع رؤساء الدول والحكومات، وقد سلط السيد أخنوش الضوء في كلمته على تجربة المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية، مشيرا إلى الدور الهام الذي تلعبه المملكة في الانتقال الطاقي، مؤكدا أن “المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، يضطلع بدور أساسي في الانتقال الطاقي على الصعيد الوطني والدولي والقاري”، موضحا أن الطاقات المتجددة تمثل حاليا حوالي 40% من القدرة الإنتاجية للكهرباء، مع التوقعات ارتفاع هذه النسبة إلى 52% بحلول سنة 2030.
الجناح المغربي: فضاء للتبادل والنقاش
خلال المؤتمر، زار رئيس الحكومة المغربية الجناح المغربي، الذي استقطب مشاركين من جميع أنحاء العالم، وقد أتاح هذا الجناح فرصة لتبادل الخبرات والنقاش حول عدة مواضيع تتعلق بالتحديات المناخية، بما في ذلك النجاعة الطاقية والفلاحة المستدامة وترشيد الماء، كما تسنى للبلدان الإفريقية عرض تجاربها المحلية في مجال التكيف مع المناخ.
المبادرات والإعلانات
تميز مؤتمر الأطراف بباكو بإطلاق عدد من المبادرات التي انضم إليها المغرب، مثل الإعلان المتعلق بخفض انبعاثات الميثان الناتج عن النفايات العضوية، وإعلان باكو بشأن تعزيز العمل والسياحة، وبعد مشاورات ومفاوضات معقدة، تم اعتماد الاتفاق النهائي للمؤتمر، الذي ينص على تعبئة تمويل لا تقل عن 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2035. كما تعهدت الدول المتقدمة بزيادة التزاماتها المالية لصالح البلدان النامية بمقدار 100 مليار دولار سنويا لمواجهة تحديات المناخ.
تحقيق إنجازات جديدة
وايضا شهدت المفاوضات “انفراجا” بإبرام اتفاق بشأن إنشاء أسواق الكربون، مما يعلن نهاية الانتظار الذي دام عقدا من الزمن لاختتام المفاوضات المتعلقة بأسواق الكربون عالية الاندماج، وكما حقق المؤتمر نجاحا آخر من خلال تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، مما يعكس التزام المجتمع الدولي بمواجهة آثار التغير المناخي، تؤكد مشاركة المغرب في مؤتمر “كوب 29” على دور المملكة كفاعل رئيسي في مواجهة التغيرات المناخية، حيث تساهم تجاربها ومبادراتها في تعزيز الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة.