لقاء تشاوري يفتح آفاقا لتحقيق إعلام حر ومسؤول ومراجعة قوانين الصحافة والنشر بأكادير

أكادير : سعيد بوجمال

لقاء تشاوري يفتح آفاقا لتحقيق إعلام حر ومسؤول بأكادير

نظم مكتب الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بجهة أكادير لقاء تشاوري حول مراجعة قوانين الصحافة والنشر بقاعة الاجتماعات بالغرفة الفلاحية بأكادير يوم الجمعة 10 ماي من الشهر الجاري على الساعة الخامسة بعد الزوال
شهد اللقاء حضورا مميزا لعدد من الصحافيين والمهتمين بالشأن الإعلامي وقضاياه.

تم خلال اللقاء تسليط الضوء على واقع الصحافة ومراجعة قوانين الصحافة والنشر ، تمحور نقاش جد مستفيض حول ضرورة مراجعة قوانين الصحافة والنشر ، والتحديات التي تواجه الصحافة المغربية والفرص المتاحة لتطويرها، ومن بين التحديات التي طُرحت، القيود المفروضة على حرية التعبير من خلال بعض القوانين المرتبطة بالصحافة والنشر والجرائم الإلكترونية، هذه القيود تعيق عمل الصحفيين وتقيِّد قدرتهم على ممارسة مهنتهم بحرية.

كما تم التطرق إلى ضعف الشفافية والوصول إلى المعلومات ، مما يؤثر سلبا على جودة تغطية الأخبار والتحقيقات الصحفية، وتبين للحاضرين أيضا التهديدات الرقمية التي يواجهها الصحفيون ، كالمضايقات والترهيب والقرصنة، والتي تؤدي إلى خلق بيئة عمل غير آمنة بالنسبة لهم، مع التركيز على المكتسبات والإكراهات والصعوبات التي تواجهها الصحافة الوطنية، وقد تم تبادل الآراء حول الخطوات التي يجب على النقابة والجسم الصحفي اتخاذها لتقييم مسار الإصلاحات والعمل على بناء أسس جديدة لدعم حرية التعبير وتعزيز المهنة والمسؤولية لدى الصحافيين والصحافيات.

حيث تم مناقشة العديد من القضايا المهمة خلال هذا اللقاء ، بما في ذلك أخلاقيات مهنة الصحافة وضرورة احترامها ومناقشة بعض الفصول منها :

المادة 83.13

 1- المادة 89.13 :

يُحدد بمرسوم تنظيمي، بناءً على اقتراح من المجلس الوطني للصحافة، شروط منح بطاقة الصحافة المهنية، ونظام العمل بها، وكيفية سحبها، والعقوبات التأديبية التي يمكن توقيعها على حاملها في حالة ارتكابه مخالفة لأحكام هذا القانون أو لمدونة أخلاقيات مهنة الصحافة.

2 – المادة 90.13 :

يُنشأ بموجب هذا القانون “المجلس الوطني للصحافة” ويكلف بالمهام الآتية:

-السهر على احترام أخلاقيات مهنة الصحافة وتطبيق أحكام هذا القانون ومدونة أخلاقيات مهنة الصحافة.
الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين.
-النظر في الشكايات المقدمة من طرف المتضررين من المنشورات الصحفية.
-إبداء الرأي في مشاريع القوانين والتنظيمات المتعلقة بالصحافة والنشر.
-تقديم التكوين للصحفيين.
تنظيم التظاهرات العلمية والثقافية المتعلقة بالصحافة.
-إصدار التقارير الدورية حول وضعية الصحافة .

وتم التأكيد على أن هذه المسألة ليست مجرد قضية تهم الصحافيين وحدهم، بل هي قضية تمس المجتمع ككل، فالاحترام المتبادل بين الصحافيين والمواطنين يعد أساسا لبناء بيئة إعلامية سليمة ومزدهرة، وكما تم التأكيد على أهمية دور المؤسسات الإعلامية في تعزيز هذا الاحترام وتوفير بيئة مهنية نظيفة ومشجعة.

وتم أيضا التأكيد على أن الصحافيين حريصين على احترام المهنة، وأن الاحترام ينبع من احترام المواطن وحقه في الحصول على المعلومة الصحيحة والموثوقة ،ولتحقيق ذلك، يلعب الإعلام دورا حاسما في تعزيز الوعي لدى المواطنين.

وفيما يتعلق بالفرص، تم التأكيد على أهمية تطوير التكنولوجيا الرقمية واستغلالها في تحسين وصول الصحفيين إلى المعلومة وزيادة تفاعل المواطن مع المحتوى الصحفي، وضرورة تعزيز التكوين المهني للصحفيين لضمان حصولهم على المهارات اللازمة لممارسة المهنة بشكل محترف وفعال، ودعم الصحافة المستقلة كوسيلة لتعزيز التنوع والتعددية في المشهد الإعلامي.

أسفر اللقاء عن عدد من التوصيات المهمة التي يجب اتخاذها لتطوير قطاع الإعلام وتعزيز حرية الصحافة والنشر ، ومن بين هذه التوصيات:

1 – مراجعة قوانين الصحافة والنشر:

– يجب إجراء تقييم شامل للتشريعات الحالية المتعلقة بالصحافة والنشر ومراجعتها بما يتوافق مع المعايير الدولية لحرية التعبير وحقوق الإنسان ، وينبغي أن تكون هذه القوانين شفافة وتحمي حقوق الصحافيين والناشرين وتعزز حرية التعبير.

2 – تعزيز الشفافية وحق الوصول إلى المعلومة:

– ينبغي تبسيط إجراءات الحصول على المعلومة وتعزيز الشفافية في العمل الحكومي، وأن يكون للصحافيين الحق في الوصول إلى المعلومة ونشرها دون عائق .

3 – تعزيز سلامة الصحفيين:

– يجب اتخاذ إجراءات فعالة لحماية الصحفيين وضمان سلامتهم أثناء ممارسة عملهم، ومحاسبة المسؤولين عن أي أعمال ترهيب أو تهديد تستهدف الصحفيين، كما ينبغي تعزيز الوعي والتدريب حول الأمان الرقمي للحد من تهديدات الهجمات الإلكترونية والقرصنة.

4 – دعم التكوين المهني والتأطير:

– ينبغي توفير برامج تدريبية وورشات عمل للصحفيين لتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم بأحدث التقنيات والممارسات في مجال الإعلام، والمساهمة لتحسين المستمر في التكوين المهني الصحفي وتعزيز جودة الصحافة والنشر.

5 – تشجيع الصحافة المستقلة:

– يجب دعم وتشجيع التنوع والتعدد في المشهد الإعلامي من خلال دعم الصحافة المستقلة، وأن تكون هناك حماية لاستقلالية الصحافة وتوفير بيئة تشجع على التحقيقات الصحفية والتقارير المتوازنة.

تجدر الإشارة أن اللقاء التشاوري بأكادير هو خطوة مهمة نحو تعزيز الحرية والمسؤولية في مجال الإعلام ، وأن تتبنى النقابة الوطنية للصحافة التوصيات والنتائج التي تم التوصل إليها في هذا اللقاء والعمل على تنفيذها بشكل فعال وشامل.