أحمد التوفيق المالية التشاركية

أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن المغرب لعب دورا محوريا في تطوير منظومة المالية التشاركية عبر مؤسستين رئيسيتين، المؤسسة المالية التي يقودها بنك المغرب، والمؤسسة العلمية المتمثلة في المجلس العلمي الأعلى.

المالية التشاركية بشرط تسمية واضحة
أفاد الوزير أحمد التوفيق، خلال كلمته في افتتاح منتدى الاستقرار المالي الإسلامي الذي نظم بالرباط اليوم الخميس 3 يوليوز من السنة الجارية، تحت إشراف بنك المغرب ومجلس الخدمات المالية الإسلامية، تحظى اليوم المالية التشاركية والبنوك التشاركية تحظى باعتراف شرعي متين بفضل جهود المجلس العلمي الأعلى وفتاواه المتخصصة، وأوضح التوفيق أن اعتماد هذا النموذج في المغرب يقتضي شرطا أساسيا يتمثل في تجنب استخدام مصطلح “البنوك الإسلامية”، حرصا على عدم توجيه رسالة ضمنية تفيد بأن باقي البنوك العاملة في السوق ليست إسلامية، ما قد يؤدي إلى مشاكل مؤسساتية واجتماعية.

المالية التشاركية والإطار الشرعي
أكد الوزير أن المجلس العلمي الأعلى، من خلال لجنة الفتوى التابعة له، تشكل الركيزة الأساسية لضبط الإطار الشرعي للمالية التشاركية، مشيرا إلى أن اللجنة أصدرت حتى الآن 194 رأيا فقهيا يؤطر وينظم منتجات البنوك التشاركية، وقد مكن ذلك من تقديم بدائل مالية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، مع الحفاظ على الاستقرار المالي والمؤسساتي، مضيفا أن المالية التشاركية تواجه اليوم مرحلة جديدة تستدعي وضع خارطة طريق محدثة، لافتا إلى أن مصطلح “المالية التشاركية” يحمل حساسية كبيرة في الوعي العام بسبب ارتباطه بمفاهيم “الحلال والحرام” و”المباح والمحظور”، مما يتطلب تناولا دقيقا ومعقدا في الخطاب حول هذا الموضوع.

المالية التشاركية والتحديات الأيديولوجية
تحدث الوزير عن المفاهيم السائدة لدى المواطن حول البنوك التشاركية، مشيرا إلى أن الفهم الشائع يقتصر على فكرة المشاركة في الربح والخسارة، بينما يكمن الهدف الأساسي في تصحيح الظلم المرتبط بالقروض التقليدية، لا سيما وأن القرض يشكل ضرورة حيوية في الحياة الاقتصادية، وفي سياق أوسع، أكد التوفيق أن الجدل حول الفوائد الربوية ليس حديث العهد، مشيرا أن العلاقة بين الشرق والغرب في هذا السياق كانت دائما مشحونة بتوترات أيديولوجية، مؤكدا أن بعض التيارات السياسية في الشرق الأوسط استغلت نظام البنوك كرمز للصراع مع الغرب، بينما تكمن الحقيقة في ضرورة إدارة المال بشكل عادل ومنصف.