ثانوية الوفاء التأهيلية تكرس تميزها

سيدي الكامل: محمد شقرون

حققت ثانوية الوفاء التأهيلية بسيدي الكامل إقليم سيدي قاسم إنجازا تربويا بارزا خلال امتحانات الباكالوريا لدورة يونيو 2025، بعد أن سجلت نسبة النجاح بلغت 95.79%، لتتبوأ بذلك صدارة الترتيب على صعيد المنطقة، كأعلى معدل محقق هذا الموسم، هذا الأداء المتميز رسخ موقع المؤسسة ضمن النماذج التعليمية الرائدة محليا، واعتبرته جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ تجسيدا للعمل الجماعي المتكامل، واستراتيجية تربوية فعالة تقوم على الانسجام بين مختلف الفاعلين التربويين ووعي مشترك بأهمية جودة التعليم والارتقاء بالمردودية الدراسية.

ثمار وعي تربوي ومسار تراكمي للنجاح
أكدت جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، في بيانها التحليلي، أن النتائج المحققة تعكس وعيا تربويا ناضجا يتجاوز البعد الظرفي، وتعد ثمرة لمسار متواصل من الجدية والانخراط المؤسساتي، واعتبرت أن هذا التفوق لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لاستثمار متوازن في الجودة التعليمية، وتوفير بيئة مدرسية محفزة على التحصيل الأكاديمي والتميز الفردي، كما شددت الجمعية على أن ما تحقق يعكس ثقافة تربوية تراكمية، شارك في بنائها الطاقم التربوي والإداري والتلميذ بشكل متكامل، ضمن رؤية شمولية تضع تجويد المدرسة العمومية في صميم أولوياتها.

دعم الناجحين وتشجيع المتعثرين
لم تفوت جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ ثانوية الوفاء فرصة تهنئة التلاميذ الناجحين، معبرة عن فخرها بثمرة جهودهم وانضباطهم طيلة الموسم الدراسي، ومشيدة بما أظهروه من جدية واستعداد، وأكدت الجمعية في رسالتها دعمها الكامل للتلاميذ الذين لم يسعفهم الحظ هذا السنة، معتبرة أن الإخفاق لا يلغي الكفاءة، بل يمثل لحظة تعلّم واكتساب لا تقل أهمية عن لحظات النجاح، وأضافت أن الفرصة ما تزال متاحة أمام كل من يتحلى بالعزيمة والإصرار لإعادة المحاولة وتجاوز التعثر.

الجمعية تشيد بتميز الثانوية
وفي تصريح لجريدة الأخبار 24، عبر رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، محمد شقرون، عن اعتزازه بالمستوى المتميز الذي بلغته ثانوية الوفاء، مؤكدا أن “النتائج المحققة خلال الموسم الدراسي الحالي تعكس مسارا تصاعديا للتميز، تقوده ثانوية الوفاء التأهيلية بسيدي الكامل إقليم سيدي قاسم، بثبات بفضل جهود يومية متواصلة يبذلها الطاقم التربوي والإداري، يتجاوز تنفيذ المقررات إلى بناء تلميذ واثق من نفسه، واع بمسؤوليته، ومهيأ بشكل متكامل للمرحلة الجامعية المقبلة”، وأضاف شقرون أن الجمعية “تثمن عاليا هذا الأداء الجماعي، وتؤكد دعمها اللامشروط لكل مبادرة تساهم في ترسيخ جودة التعليم والارتقاء بالمستوى التربوي داخل المؤسسة”.

النجاح ثمرة انخراط جماعي ورؤية تربوية
عبر أحد أولياء التلاميذ عن اعتزازه الكبير بالنتائج المحققة، مشيرا إلى أن نسبة النجاح المرتفعة لم تكن لتتحقق لولا تضافر الجهود بين مختلف مكونات الثانوية، من أطر تربوية وإدارية، وأسر منخرطة بوعي ومسؤولية، وأكد المتحدث أن ثانوية الوفاء تنتهج منذ سنوات مقاربة تربوية تراعي خصوصيات كل تلميذ، وتعتمد على الدعم البيداغوجي والاستباقية بدل الاقتصار على التلقين التقليدي، كما أبرز أن مفتاح هذا النجاح يكمن في وضوح الرؤية التربوية، والانضباط المتبادل بين الأستاذ والتلميذ، ما أفرز مناخا تعليميا صحيا داخل الفصول، انعكس بشكل مباشر وإيجابي على أداء المتعلمين ونتائجهم النهائية.

دعم تربوي فعال ومستدام
لم تغفل جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ ثانوية الوفاء التأهيلية الإشارة إلى التلاميذ الذين لم يحالفهم التوفيق في دورة هذا السنة، مؤكدة في بيانها أن الإخفاق الدراسي لا يمثل نهاية المسار، بل يعد محطة ضرورية لإعادة التقييم واستجماع القوة للمحاولة من جديد، ودعت الجمعية إلى ترسيخ آليات الدعم التربوي، وتوفير برامج استدراكية فعالة ومبكرة خلال الموسم الدراسي المقبل، بما يضمن تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، واختتم البيان بالتأكيد على أن النتائج المحققة لا تعد نجاحا لمؤسسة محلية، بل تمثل نموذجا واعدا يمكن الإستئناس به للارتقاء بجودة المدرسة العمومية، شريطة الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي، ومواكبته بدعم مؤسساتي منتظم وانخراط مجتمعي فعال يعزز المسار التربوي والتنموي في آن واحد.