تفكيك خلية أسود الخلافة والتحقيقات تكشف مسارات تهريب الأسلحة

تفكيك خلية أسود الخلافة والتحقيقات

أوضح الناطق الرسمي لمديرية الأمن الوطني، بوبكر سابيك، أن عبد الرحمان الصحراوي، القيادي في تنظيم “داعش” والمسؤول عن غرف العمليات الخارجية، هو الذي قام بإرسال الأسلحة والذخيرة إلى الخلية الإرهابية المعروفة باسم “أسود الخلافة”، كما قدم المعلومات اللازمة للمنسقين حول موقع مخبئها، وفي مؤتمر صحفي اليوم الاثنين بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية في سلا، أشار سابيك إلى أن التحقيقات مستمرة لتحديد طرق تهريب هذه الأسلحة، والعلاقات المحتملة مع شبكات الجريمة المنظمة، مؤكدا على أن الجهات الأمنية تدرس جميع الاحتمالات والمسارات الممكنة في مساعيها.

تحليل بصمات الأسلحة تبقى غامضة
كما تم رفع البصمات على الأسلحة لتحليل هوية الجهة التي زودتها، والعلاقات المحتملة مع الجريمة المنظمة، وتحديد مسارات ومسالك تهريب هذه الأسلحة، ورفض المسؤول  الكشف عن الأهداف التي كانت تسعى الخلية لاستهدافها داخل تراب المملكة، مشيرا إلى أن هذا قد يمثل خدمة  عرضية للتنظيمات الإرهابية، وذكر أن الهدف الأساسي للأجهزة الأمنية حماية المواطنين وليس إثارة الخوف بينهم.

تفجيرات عن بعد وإرهاب فردي لزرع الفزع
وأضاف سابيك أن أهداف الخلية الإرهابية تتوزع بين نوعين: الأول يتعلق بالتفجيرات عن بعد التي تسعى لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، والثاني يتعلق بتكتيكات الإرهاب الفردي التي تستهدف رجال الأمن وتثير الفزع بين المواطنين، إضافة إلى إشعال الحرائق، وفيما يخص خطاب التشكيك، أوضح سابيك أنه جزء من عقيدة التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أمير خلية “الأشقاء الثلاثة” الذي كان ينشر شكوكا حول عمليات سابقة، معترفا بأن هذا الأسلوب يهدف إلى تقويض العمل الأمني.

تفاصيل تفكيك خلية أسود الخلافة
أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، أن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها في تسع مدن مغربية والتي أطلق عليها أعضاؤها “أسود الخلافة بالمغرب الأقصى”، كانت تمثل مشروعا استراتيجيا لتنظيم “داعش” لإحداث فرع له في المملكة، وخلال هذه الندوة المنعقدة تسليط الضوء على تفاصيل تفكيك هذه الخلية، وأوضح الشرقاوي أن هذا الأمر يتضح من خلال الأسلوب المستخدم في إدارتها، حيث قام الأعضاء بإنشاء لجنة مصغرة للتنسيق مع غرفة العمليات الخارجية لـ”داعش” في الساحل، بشأن المخططات الإرهابية.

ارتباطات مع قيادات الإرهاب في الساحل
وسجل المصدر أن عدد الموقوفين حتى الآن بلغ 12 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، أما بروفايلات هؤلاء الموقوفين، فتبين أنهم يشتركون في معطى أساسي، ومستواهم التعليمي محدود، حيث لم يتجاوز ثمانية منهم التعليم الثانوي، بينما ثلاثة آخرون لم يتجاوزوا التعليم الأساسي، وأحدهم لم يكمل السنة الأولى من التعليم الجامعي، وأشار الشرقاوي إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن أعضاء الخلية كانوا على صلة وثيقة بكوادر من اللجنة العلمية الخارجية لتنظيم “داعش” في الساحل، الذي كان يقوده “عدنان أبو الوليد الصحراوي” قبل مقتله، كما أكدت التحقيقات وجود ارتباط مباشر بين الخلية وعبد الرحمان الصحراوي، القيادي الليبي في “داعش”.

دعم داعش لخلايا الإرهاب
وكشفت التحريات أن المشروع الإرهابي حصل على دعم من “داعش” في منطقة الساحل، حيث تلقوا مؤخرا شريطا مصورا يحرض على تنفيذ العمليات، مما شكل إشارة للبدء في تنفيذ المخططات التخريبية، وأكد الشرقاوي أن تفكيك الخلية يُظهر أن المغرب، منخراط في مكافحة الإرهاب، مما يجعله هدفا أساسيا ومحوريا ضمن الأجندة الاستراتيجية للتنظيمات الإرهابية.

محو متعمد للأرقام التسلسلية
كما أشار إلى أن عملية تفكيك خلية “أسود الخلافة” استغرقت حوالي سنة، وأن الأسلحة التي عُثر عليها في مخبأ نواحي الراشيدية كانت في حالة ووضعية جيدة، وقد تم محو أرقامها التسلسلية بشكل متعمد لطمس وإخفاء مصدرها.