الحرب الصامتة و فيات غامضة و إغتيالات معارضي
في مخيمات تندوف، توفي عدد من قادة جبهة البوليساريو بطريقة غامضة، وهم الذين قد أقروا بجدية مقترح الحكم الذاتي الذي اعتمده المغرب في عام 2007 لحل النزاع المتعلق بالصحراء المغربية. منتدى “فورساتين” الذي ينبهر من قلب المخيمات، كشف الضوء على هذه الوفيات المفاجئة، مشيرًا إلى أن السمة المشتركة بين هذه الوفيات هي موقفهم المعارض لقرارات جبهة البوليساريو.
وأفاد المنتدى أن وفاة أحد القادة البارزين، المعروف باسم “النعمة الجماني”، أعادت قضية الاغتيالات إلى الواجهة، حيث انضم الراحل إلى قائمة الضحايا الذين تعرضوا لعمليات اغتيال من قبل عصابة قيادة البوليساريو بسبب معارضتهم لها. ووفقًا للمصدر ذاته، كان الجماني يدعو قادة البوليساريو إلى الاستجابة للواقع والتنحي عن السلطة، وترك الصحراويين يقررون مصيرهم بأنفسهم بعيدًا عن التدخل الجزائري والبوليساريو. وقد أدى هذا الموقف إلى نشوب خلافات ومشاجرات واضحة بينه وبين زملائه، وتطور في إحدى الجلسات إلى تصريح الجماني بدعمه للحكم الذاتي كخيار واضح ومطروح على الطاولة، بدلاً من اتباع الأوهام والأوهام الزائفة.
وفور انتهاء هذه الجلسة، وفقًا للمنتدى، “تغيرت حياة الجماني بعد تغير موقف زملائه منه، وأصبح معزولًا وممنوعًا من المشاركة في التجمعات الكبيرة والاجتماعات الحاسمة، لكنه استمر في إجراء لقاءات فردية مع بعض القادة، ولم يتردد في التعبير عن آرائه أمامهم دون خجل”. ومن هنا، وفقًا للمصدر، “لاحظت القيادة ضرورة إسكاته بأي ثمن، ولاحظت أيضًا تدهور حالته الصحية بشكل غير مفهوم، حيث تعرض لمشاكل صحية غير مبررة، ومنع من حضور المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو رغم تواجده في مخيم الداخلة حيث عقد المؤتمر”.
وأوضح المنتدى “فورساتين” أنه تم تسميم الجماني وقادة آخرين في مخيمات تندوف، ويشتبه في أن جهاز الاستخبارات الجزائري قد يكون وراء هذه الوفيات. يُعتقد أن القادة الذين تمت مقتلهم كانوا يشكلون تهديدًا للجزائر، حيث كانوا يدعمون الحكم الذاتي ويرون أن الحل السياسي هو السبيل الأمثل لحل النزاع في الصحراء المغربية.
ليبدأ مسلسل إغتيال القادة المؤيدين للحكم الذاتي للصحراء المغربية، داخل مخيمات تندوف التي أضحت تقبع تحت حصار تفرضه ميليشيا الجبهة مدعومة بعسكر الجزائر.