مسارات النصر ضد الاستعمار تاريخ إنتفاضة وانتصارات جيش التحرير في إقليم تازة

مسارات النصر ضد الاستعمار بإقليم تازة

إحتفاءً بمناسبة  الذكرى 68 ، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير يوم الاثنين بجماعة أجدير بإقليم تازة، احتفالًا لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير في أقاليم شمال المملكة. يُعَد هذا الحدث محطة تاريخية بارزة في مسيرة الكفاح من أجل الحرية والاستقلال واستمرارية الوحدة الترابية للمملكة المغربية. وبهذه المناسبة، ألقى رؤساء جماعة اكزناية الجنوبية وتيزي وسلي وجماعة أجدير كلمات تأملية حيث استعرضوا الدروس والعبر التي انبثقت من هذه الملحمة الوطنية الخالدة. وأكدوا على أهمية الحفاظ على تراث المقاومة والتحرير، وعلى ضرورة ربط الماضي بالحاضر لنستشرف المستقبل. من خلال تعريف الأجيال الصاعدة بالأمجاد والبطولات الوطنية التي ستبقى خالدة في الذاكرة. في السياق نفسه، قدموا الشكر والتقدير للأدوار البارزة التي أداها أبناء قبائل “مثلث الموت” مثل بورد واكنول –تيزي وسلي –أجدير والقبائل المجاورة. وقدموا دعمهم وشاركوا في انتفاضة 1 و2 أكتوبر عام 1955، مما يجسد الروح التكافلية والتعاونية بين جميع القبائل لمواجهة الاحتلال الأجنبي. وتأكيدًا على أهمية هذه الانتفاضة التي شكلت شعلة متوهجة لجيش التحرير لتنفيذ عمليات فدائية ضد الاستعمار وتوحيد صفوف المقاومة لشن هجمات في مختلف المناطق. خلال المهرجان الخطابي الذي أُقيم في مقبرة أجدير، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أهمية تخليد ذكرى 2 أكتوبر، التي تُصادف الذكرى 68 لانطلاق عمليات جيش التحرير في شمال المملكة. حيث يعتبر هذا الحدث الوطني بارزًا يشغل مكانة هامة في تاريخ المملكة المغربية، المليء بالمكارم والملاحم والأمجاد الخاصة بالانطلاقة المظفرة لطلائع جيش التحرير في شمال المملكة. أضاف أن هذا اليوم، الذي يعود إلى سنة 1955، يُسجل بفخر واعتزاز حدثًا تاريخيًا نوعيًا بالنسبة لجيلين، والمشهور بانطلاقة عمليات جيش التحرير في إقليم تازة، حيث شكلت نقطة تحول مهمة وأضاءت شعلتها جذوة المقاومة. وأشار إلى أن أبناء هذه المنطقة تميزوا دائمًا بحضورهم البارز ومشاركتهم الفعالة في الصفوف الأمامية ضد الاحتلال الاستعماري. والتاريخ يشهد بشهامتهم وعزيمتهم وجرأتهم في مواجهة الأخطار التي تهدد وطنهم. وفي إطار هذه الانتصارات الباهرة التي حققها المجاهدين في المعارك البطولية ضد المستعمر، أُحصيت العديد من العمليات التي أُجريت منها تيزين تايدا وبين الصفوف وقنطرة أجدير وتيزي ودرن وتامجونت وكدية الشوك وغيرها، والتي أُثرت توازن القوى مما أدى إلى استقالة بعض وزراء الحكومة الفرنسية وزيارة قادة عسكريين لهذه المنطقة المجاهدة. وأشار إلى أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تسعى دائمًا لتعريف الأجيال الشابة بالأمجاد التاريخية والتراث الوطني. حيث تسعى لإبراز الرسائل الوطنية والمواطنة الإيجابية وتكريم الشخصيات الوطنية. تم خلال هذه الذكرى ،تم تكريم 10 من المقاومين وأعضاء جيش التحرير في إقليم تازة، وتوزيع مساعدات مالية على 45 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل الشهداء بإجمالي مبلغ مالي قدره 146 ألف درهم. قام السيد مصطفى الكثيري للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ،مرفوقا بعامل صاحب الجلالة بإقليم تازة، السيد مصطفى المعزة ،بزيارة مقابر الشهداء في مناطق تغزراتين وتيزي وسلي وأجدير، للترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن.