بحضور الملك محمد السادس خطيب مسجد حسان يسلط الضوء على مدونة الأسرة

بحضور الملك محمد السادس خطيب مسجد حسان يسلط الضوء على مدونة الأسرة

أدى جلالة الملك محمد السادس صلاة الجمعة ، في مسجد حسان بالرباط ، وفي خطبة الجمعة اليوم 13 أكتوبر 2023، أشاد الخطيب بجهود أمير المؤمنين في حماية الدين والمجتمع، وأكد أن تحسين حماية الأسرة وتعزيز حقوق المرأة والطفل .وأوضح الخطيب أن أمير المؤمنين يسعى للإصلاح منذ فترة طويلة، وقد تم إصدار مدونة الأسرة الحالية قبل سنتين تقريبًا. والآن، يأمر بمراجعتها وتكليف الجهات الحكومية والقضائية والحقوقية والعلمية بإجراء حوارات لتعديل القوانين وجعل الأسرة أكثر كفاءة في أداء واجباتها. وهدف هذا التعديل هو ضمان حقوق المرأة وحماية الطفل وتعزيز دوره في المجتمع.

حماية الأسرة وتعزيز دور المرأة والطفل

المرأة والطفل هما محور الإصلاح الذي يسعى إليه أمير المؤمنين، حيث يركز على حماية الأسرة وتعزيز دورها كنواة أساسية للمجتمع. وقد أمر أمير المؤمنين بمراجعة الضوابط القانونية التي تحمي الأسرة، وذلك لضمان تأهيل الأسرة وتمكين المرأة من الاستفادة الكاملة من حقوقها وتحقيق المتعة التي تستحقها. وفي هذا السياق، يتطلع أمير المؤمنين إلى توفير بيئة آمنة للطفل، حيث يكون الطفل محميًا ومدعومًا ليكون عماد المستقبل.تجدر الإشارة إلى أن هذا الإصلاح ليس جديدًا، بل كانت همة أمير المؤمنين متجهة نحوه منذ حوالي عقدين من الزمن، حيث تم إصدار الصيغة الحالية لمدونة الأسرة. ومع ذلك، فإن أمير المؤمنين يعمل على تحديث هذه الصيغة وإعادة النظر فيها، بالتعاون مع الجهات الحكومية والقضائية والحقوقية والعلمية. يهدف ذلك إلى تحقيق تعديلات تجعل الأسرة أكثر تأهيلاً لأداء دورها المهم في المجتمع، وتضمن حقوق المرأة وحماية الطفل من الأوضاع التي تعوق نموه وتنميته في صورة عماد المستقبل . وسجل أن الله تعالى في كتابه من العدل والمساواة ما يحفظ كرامة الإنسان ذكرا كان أو أنثى، ” كما قرر بعض المفكرين المساواة قائمة في الأصل ،حتى في المسؤولية، حق التملك ،الاستقلال المالي، حق ممارسة العمل المهني ، الأجر،الأهليةالقانونية ،الشهادة ،الزواج، وفي الميراث “. وأوضح الخطيب في موضوع الميراث الذي أثار جدلا ، فإننا نذكر أن الرجل بحكم القرآن يرث أكثر من المرأة في أربع حالات، وهي ترث مثل الرجل في أضعاف هذه الحالات الأربع، وترث أكثر من الرجل في عشر حالات أخرى، وهنالك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث الرجل“.

أهمية المودة والرحمة في بناء المجتمع 

أكد الخطيب على المحبة التي تعد مفتاح بناء مجتمع القوي، وعلى ضرورة الأسرة التي تعتبر النواة الأساسية للمجتمع، وأساس المودة والرحمة بين الزوجين. وأشار إلى أن هذا الأساس القوي يساعد على أداء واجب كل من الزوجين في الحياة ويساهم في استمرارية الحياة على الأرض. استدل الخطيب على ذلك بقوله تعالى في القرآن الكريم “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”. كما أوضح الخطيب أن غياب وازع القرآن والفهم السليم للدين يؤدي إلى تعرض المرأة للتمييز في مجالات مختلفة مثل التعليم والصحة والاقتصاد والمشاركة السياسية. وأشار إلى أن هذا الغياب يعود إلى غياب مسؤولية الرجل، وهذا ما يتسبب في تعرض النساء لأشكال مختلفة من العنف. وأكد الخطيب أن هذا الواقع لا يرتبط بالدين الحنيف، بل هو نتيجة للجهل والتأثر ببعض التقاليد السلبية المستوردة من ثقافات أخرى. ومن أخطر تلك التقاليد الاعتبارات المادية في حياة الناس، وغياب التربية على المحبة وومحاسبة النفس.

المدونة حماية حقوق الأسرة 

المجتمع والأسرة والفرد يجلبان معًا السعادة، وذلك وفقًا للوازع القرآني والقانون المعزز بوازع السلطان، حسبما أكد الخطيب في خطابه. واستشهد الخطيب بقول سيدنا عثمان، الذي يقول: “إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، ليشير إلى أن الإمامة العظمى هي التي تحمي حقوق وواجبات الفرد والأسرة المنصوص عليها في القرآن. وفي هذا السياق، يأتي دور المدونة والتحديثات التي قد تتطلبها لتكون متوافقة مع احتياجات تأهيل الأسرة وإصلاح المجتمع، وتعزيز حقوق الأفراد وحماية الأطفال من تبعات النزاعات. وأشاد الخطيب بالإشراك الواسع للفعاليات في هذا العمل، وثقة المغاربة بأمير المؤمنين وتأكيده على ” إني لا أحلل ما حرم الله ولا أحرم ، مؤكدًا أن الاجتهاد المنشود سيكون وفقًا للضوابط الشرعية وبمشورة المجلس العلمي الأعلى. واختتم الخطيب بالدعوة الواجبة بالرأي السديد لأمير المؤمنين، ومشددًا على أهمية أن يتفهم الجميع أن الأسرة تتألف من الرجل والمرأة، وأن القانون والقرآن سويًا يجلبان السعادة للفرد والأسرة والمجتمع.