بنسعيد يفتتح الخزانة السينمائية
ترأس وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، يوم السبت، افتتاح الخزانة السينمائية الوطنية، برفقة مديرة الخزانة، المخرجة المغربية نرجس النجار، شهد الحدث حضور المستشار الملكي أندري أزولاي، إلى جانب مجموعة من الفنانين والمخرجين المغاربة، فضلا عن فعاليات سياسية ودبلوماسية، تأتي هذه الخزانة، التابعة للمركز السينمائي المغربي، كخطوة تهدف إلى ترميم وحفظ الأعمال السينمائية، وعرض التراث السينمائي الوطني والعالمي.
أكد الوزير بنسعيد أن افتتاح هذه المؤسسة المستقلة تعد فرصة لتعزيز جهود ترميم الأفلام والوثائق السينمائية، خاصة في ظل اهتمام الجيل الجديد بتاريخ المملكة، مشددا على أهمية تأهيل الخزانة لتتمكن من إقامة شراكات وطنية ودولية، مما يسهل الوصول إلى المعلومات التاريخية المتعلقة بالمغرب، وكما أشار إلى ضرورة الحفاظ على الأفلام التي أبدعها الرواد، واستمرار عملية ترميمها وتقديمها للجمهور، وأكد على أهمية تعزيز المؤسسة بالموارد البشرية وبإمكانيات جديدة ملائمة، وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى إمكانية إحداث منصة رقمية رسمية لتجميع وعرض الأفلام المغربية، بما في ذلك الأعمال القديمة، وذكر تجربة “فرجة” التي تشمل مجموعة من الأفلام الوطنية، مشيرا إلى تطوير هذا الجانب وتوفير الإمكانيات اللازمة، وتحدث عن استمرار المفاوضات مع منصة “نيتفليكس” منذ سنة 2022، بهدف إقامة شراكة استراتيجية لإنتاج مضامين سينمائية وطنية تعكس الثقافة المغربية على الساحة الدولية، وأكد على أهمية استخدام المهرجانات السينمائية العالمية لترسيخ هذا الدور.
من جانبها، أعربت، مديرة الخزانة نرجس النجار، عن سعادتها بافتتاح هذه المؤسسة التي كانت حلما لها، مشيرة الى الفريق المتواجد وراء الخزانة متحمس وملتزم بمهمة الحفاظ على الذاكرة السينمائية، وأفادت أن الخزانة ليست مجرد مكان لجمع وحفظ الأفلام، بل تسعى لتكون بيئة للإبداع وتطوير الأفكار الجديدة في عالم السينما، مضيفة أن لدى الخزانة دورا حيويا في حفظ الأعمال النادرة والقيّمة، وستعمل على سرد تاريخ السينما منذ بداياتها وحتى نضوجها، وأكدت على أهمية تقريب الخزانة من جيل الشباب، لتعزيز تواصلهم مع الفن والثقافة، مشددة على أن المغرب يمتلك القدرة على تحقيق المستحيل، وأوضحت أن الخزانة عبر موقعها الرسمي ستبدأ عرض مجموعة من الأفلام المشاركة في الدورة الأخيرة من مهرجان مراكش الدولي، واعربت عن طموحها على أن تكون هذه الخزانة مركزا بارزا لحفظ ومشاركة التراث السينمائي، وأن مهمتها تنصب على إعادة وضع السينما في إطارها التاريخي، والحفاظ على أفلامها وقصصها، في عصر تتسارع فيه الصور بشكل متواصل، وكما أكدت على أهمية ترميم مجموعة الأفلام المتوفرة واستعادة الأرشيف الثمين، وتسليط الضوء على السينما التي كانت مهددة بالنسيان، إذ أن هذا العمل يتطلب جهدا مستمرا للدفاع عن رؤية جدية للسينما، دون تفضيل نوع على آخر، بل من خلال نظرة البحث عن عمق المعنى.