الأمن الوطني يكشف عن وجهه المجتمعي
شكلت الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، التي افتتحت يوم الجمعة 16 ماي الجاري، بمدينة الجديدة، مناسبة بارزة لإبراز ملامح النموذج الأمني المغربي الذي بات محط اهتمام إقليمي ودولي.
رؤية ملكية لأمن متوازن ومنفتح
قدم محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب خلال حفل الافتتاح، قراءة لتطور الأداء الأمني بالمملكة، مؤكدا أن ما تحقق من إنجازات لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية استراتيجية يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس، حيث تلتقي فيها اعتبارات الأمن الصارم مع متطلبات التنمية والانفتاح الحقوقي.
من الأمن الصلب إلى المفهوم المجتمعي
أبرز كومان أن التجربة الأمنية المغربية، لم تعد ترتكز فقط على البعد الوقائي والزجري، بل امتدت لتشمل أبعادا إنسانية وتنموية، من خلال ما يعرف بمفهوم “الشرطة المجتمعية”، هذا التحول لا يقتصر على الشكل، بل يشمل جوهر العلاقة بين المواطن ورجل الأمن، حيث أصبحت الثقة المتبادلة والتفاعل اليومي جزءا من الممارسة الأمنية الحديثة.
واجهة حضارية تكسر الصورة النمطية
ولا تقتصر مظاهر هذا التحول على الجوانب النظرية أو الخطابية، بل تتجسد ميدانيا في فعاليات “أيام الأبواب المفتوحة”، التي تمثل واجهة حضارية للمؤسسة الأمنية، وتتيح للمواطنين من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية التعرف على تفاصيل العمل الأمني، بعيدا عن الصورة النمطية التي ظلت سائدة لسنوات.
رسالة واضحة أمن المواطن ركيزة التنمية
يحمل هذا الحدث السنوي رسالة لا تخطئها العين: الأمن في المغرب لم يعد مجرد جهاز يعمل في الظل، بل مؤسسة منفتحة على محيطها، تسعى إلى أن تكون فاعلا محوريا في التنمية المجتمعية، من خلال تحديث البنية التحتية، واعتماد التكنولوجيات المتقدمة، وتطوير كفاءات العنصر البشري.
شعار يعكس الانتماء والتحدي
إختيار شعار هذه الدورة “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد” ليس عبارة دعائية، بل تعكس تمازجا بين الشعور الوطني والانتماء المؤسساتي، في سياق يحتم على الأجهزة الأمنية مواجهة تحديات معقدة، من الإرهاب والجريمة الإلكترونية، إلى قضايا الهجرة والتغيرات الاجتماعية.
نموذج يحتذى به
ما راكمته التجربة المغربية من مكتسبات وفق كومان يجعلها نموذجا يمكن الاستفادة منه في محيطها العربي والإفريقي، خصوصا في ما يتعلق بالتوازن بين الحزم الأمني واحترام الحقوق والحريات، معادلة شائكة فشلت فيها العديد من الأنظمة لتدبيرها.
أمن مواطن يعزز الثقة ويحمي الحقوق
لم تكن الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة مجرد مناسبة للاحتفال، بل منصة لإعادة تعريف الدور الأمني في مغرب اليوم، الذي يطمح لأن يكون فضاءا للأمن المواطن، حيث يحمي رجل الشرطة المواطن، وفي الوقت نفسه يحظى بثقته واحترامه.














