القنيطرة تحتفي بمهرجانها الأول
الأخبار 24: حكيمة القرقوري
تستعد مدينة القنيطرة لاحتضان حدث ثقافي استثنائي، مع انطلاق النسخة الأولى من مهرجانها الثقافي والفني، الذي يقدم برنامجا متنوعا يشمل السهرات الموسيقية والأنشطة الرياضية والندوات الفكرية، والتركيز على إبراز التراث الغرباوي العريق. لم يكن هذا الحدث مجرد تظاهرة عابرة، بل يمثل بداية استراتيجية لإعادة تعريف المدينة كفضاء مفتوح للثقافة والفن، ورافعة لإشعاعها المحلي والوطني.
القنيطرة جسر بين الثرات والإشعاع الثقافي
لا يقتصر الحدث المرتقب على البعد الترفيهي فحسب، بل أن يكون رافعة استراتيجية لإحياء الهوية المحلية والموروث الثقافي المغربي، ومن أبرز فعالياته عروض “التبوريدة” أو الفانتازيا، المقررة أيام 22 و23 و24 غشت بمنطقة بولاد أوجيه، حيث ستتراص أكثر من أربعين سربة في مشاهد تجمع بين صوت البارود ووقع سنابك الخيول، لتعيد للأذهان صورة الفارس المغربي بزيه التقليدي وسلاحه التراثي، وما يجعل هذا العرض أكثر أهمية البهاء البصري، ودوره الرمزي في اختبار قدرته على تحويل الموروث الفني إلى أداة حقيقية لإشعاع ثقافي مستدام، وليست فرجة موسمية، بل فرصة لإثبات أن المدينة قادرة على تجاوز صورتها النمطية كحاضرة صناعية، وجعل التراث الحي جزءا من استراتيجيتها الثقافية، مع خلق مساحة تفاعلية تجمع بين الأصالة والتجديد.
طموح ثقافي يتجاوز العرض الفني
تنظم هذه التظاهرة كل من جمعية مهرجان القنيطرة وفدرالية جمعيات الفروسية وتربية الخيول وفن التبوريدة، بإشراف محمد الفيلالي القصري، الذي يوضخ أن التحضيرات جعلت من نسخة هذه السنة الأكبر على مستوى جهة الرباط–سلا–القنيطرة، وما يميز هذا الحدث ليس حجمه، بل طموحه الاستراتيجي، الذي يتجاوز العرض الفني ليصبح مشروعا ثقافيا متكاملا لإعادة إحياء التراث، ومنح المدينة إشعاعا حقيقيا على الصعيد الوطني، في الوقت ذاته، يشكل هذا المهرجان في الوقت ذاته اختبارا لمدى قدرة القنيطرة التحول من مدينة صناعية إلى منصة ثقافية حيوية قادرة على مزج الأصالة والتجديد الفني.
جسور بين الأصالة والإبداع المعاصر
يفتح المهرجان أيضا فضاءات للنقاش من خلال ندوات ثقافية تتناول قضايا الفن والهوية، إلى جانب أنشطة رياضية تعكس حيوية الشباب المحلي، تتحول القنيطرة خلال هذه الأيام إلى منصة متعددة الأبعاد تجمع بين الموسيقى والفروسية التقليدية ومساحات للتفكير الجماعي في مستقبل الثقافة والفنون، لا يقتصر الحدث على كونه احتفال عابر، بل يمثل رهانا استراتيجيا لإعادة المدينة كفضاء ثقافي يعكس ثراء التراث المغربي ويواكب دينامية الحاضر، وإن نجحت التجربة في الترسخ والتطوير خلال السنوات المقبلة، فقد تتحول إلى موعد سنوي ثابت لإشعاع القنيطرة وفتح آفاق أوسع لتصبح قطبا ثقافيا وسياحيا متوازنا بين الأصالة وروح التجديد.














