المندوبية العامة لإدارة السجون

احتفت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، اليوم الثلاثاء، بذكرى السابعة عشرة لتأسيسها، في مشهد يعكس مسارا متواصلا من التحديث والإصلاح، ومناسبة ألقى فيها المندوب العام لإدارة السجون محمد صالح التامك كلمة خلال هذه الذكرى مسلطا فيها الضوء على مسيرة للتحديث والتحولات الكبرى التي عرفها القطاع، وسط تحديات تتزايد تعقيدا بتنامي أعداد السجناء وارتفاع سقف الانتظارات المجتمعية.

إصلاح مستمر بتضحيات صامتة
لم يخف محمد صالح التامك في كلمته أن هذه الذكرى ليست فقط لحظة للاحتفاء، بل فرصة لتقييم مسار مؤسساتي تاريخي، شهد انتقال المنظومة السجنية من تدبير تقليدي إلى نهج حديث يوازن بين متطلبات الأمن وصون كرامة الإنسان، وأبرز أن هذه الدينامية ما كانت لتتحقق لولا تضحيات موظفي السجون الذين يشتغلون في ظروف صعبة، وداخل منظومة يفرض عليها الواقع التجديد المستمر.

المندوبية إصلاح بمنظور إدماجي
وأشار التامك في صلب هذا التحول، أن تأسيس المندوبية يأتي استجابة لحاجة وطنية ملحة، لإعادة علاقة المؤسسة السجنية بالمجتمع، من خلال استراتيجية ترتكز على إعادة الإدماج واحترام الحقوق، دون المساس بالانضباط والنظام.

نظام منصف لموظفي السجون
واعتبر أن النظام الأساسي الجديد لموظفي إدارة السجون يشكل مكسبا طال انتظاره، يرمي إلى إنصاف فئة تشتغل في الظل، وذلك عبر تحسين المسار المهني، وضمان عدالة في الترقية والتعويضات، وتأهيل الأطر لتلعب أدوارا تتعدى الحراسة إلى التأطير والمواكبة.

دعم اجتماعي لموظفي السجون
لا يتوقف الطموح هنا، إذ كشف التامك عن مشروع قانون يهدف إلى إحداث مؤسسة تعنى بالأعمال الاجتماعية لفائدة موظفي القطاع، في خطوة ترمي إلى تعزيز الحماية الاجتماعية وتحسين جودة الحياة داخل هذه المهنة ذات الخصوصية العالية.

الانضباط خط أحمر
شدد في المقابل على أن الانضباط يبقى خطا أحمر، مؤكدا أن المندوبية لن تتهاون مع أي انزلاق يمس بسمعة المؤسسة أو يهدد أمنها، داعيا إلى التمييز الصارم بين من يؤدون واجبهم بإخلاص، ومن يسيئون إليه.

موظف السجن شريك في العدالة
واختتم التامك مداخلته بالتأكيد على أهمية استعداد موظفي السجون لتحمل مسؤوليات جديدة يفرضها تنزيل القانون المتعلق بالعقوبات البديلة، معتبرا أن نجاح هذه الخطوة يمر عبر تأهيل الكفاءات، وتوفير البنية التحتية المناسبة، والتنسيق مع مختلف المتدخلين، في أفق ترسيخ دور موظف السجن كشريك فاعل في بناء عدالة أكثر تصالحا وإنصافا.