تضليل إعلامي جزائري يكشف دعاية مكشوفة وحرب وهمية أمام صمت دبلوماسي رزين

Nov 18, 2025 /

تضليل إعلامي جزائري يكشف دعاية

شهدت الساعات الماضية تصعيدا جديدا في حرب الدعاية التي تقودها وسائل الإعلام الجزائرية ضد المغرب، حيث تم تداول وثيقة تحمل صفة “رسمية” تزعم مقتل ضابطين مغربيين وإصابة ثالث إثر قصف إيراني استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية. غير أن مصادر موثوقة أكدت أن الوثيقة مزيفة ومُلفقة، في إطار حملة دعائية مكشوفة تحمل خلفيات سياسية وإقليمية واضحة.

تزوير إعلامي في رد فعل متسرع
نسبت الوثيقة المتداولة زورا إلى وزارة الشؤون الخارجية المغربية، إذ تحمل شكلا يوحي بالطابع الرسمي، لكنها تفتقر كليا إلى الضوابط الشكلية والمضمونية المعتمدة في المراسلات الدبلوماسية المغربية، تروج هذه الوثيقة لمزاعم لا أساس لها بشأن مشاركة ضباط مغاربة في تدريبات عسكرية داخل إسرائيل، معلومات لم تصدر عن أي جهة رسمية، مغربية كانت أو إسرائيلية، ويلاحظ متتبعون أن هذا الترويج الإعلامي المفبرك يندرج في سياق رد فعل متسرع على ما تم تداوله مؤخرا بشأن مصرع ضباط جزائريين داخل منشأة عسكرية إيرانية، في حادث لا تزال ملابساته غامضة، بعد استهدافها بقصف يعتقد أنه طال مواقع تضم خبراء عسكريين أجانب.

جريدة الاخبار 24 % - تضليل إعلامي جزائري يكشف دعاية مكشوفة وحرب وهمية أمام صمت دبلوماسي رزينمناورة للتغطية على تحالف سري مع طهران
تسعى الجزائر، من خلال هذه المناورة الإعلامية، إلى صرف الأنظار عن المعطيات المتزايدة بشأن تعاون عسكري سري يجمعها بإيران، وهو تعاون يثير قلقا متناميا على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة في ظل التوتر القائم مع المغرب واستمرار دعم الجزائر العلني لمليشيا البوليساريو، ويرى محللون أن الخطاب الدعائي الجزائري يحاول بشكل ممنهج خلق نوع من “التوازن الوهمي” في نظر الرأي العام العربي والإفريقي، من خلال الإيحاء بوجود تعاون عسكري مشبوه للمغرب، في محاولة لتقويض صورته الإيجابية، تفتقر هذه المحاولات لأي سند واقعي، خصوصا أن المغرب ينهج دبلوماسية واضحة وشفافة تنسجم مع توجهاته الاستراتيجية المعلنة والتزامه بالشراكات الدولية المسؤولة.

دعاية لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية
ليست المرة الأولى التي تنخرط فيها وسائل الإعلام الجزائرية في حملات تضليل ممنهجة تستهدف صورة المغرب، من خلال الترويج لأخبار مفبركة حول مشاريع أو انتهاكات مزعومة، ثبت لاحقا أنها مستوحاة من مصادر أجنبية لا تمت بصلة للمملكة، وتبرز هذه الممارسات إصرار النظام الجزائري على توظيف “العدو الخارجي” كأداة لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية المتفاقمة، سواء ما يتعلق بالتدهور الاقتصادي أو حالة الجمود السياسي، في ظل تصاعد أصوات المعارضة ومطالب التغيير داخل البلاد.

صمت دبلوماسي يفضح زيف الادعاءات
التزمت الرباط الصمت الرسمي، رغم التصعيد الدعائي الذي قادته بعض المنابر الإعلامية الجزائرية، في تجسيد واضح لنهج التحفظ المدروس الذي دأبت عليه المملكة المغربية، في مواجهة الحملات الاستفزازية المتكررة، يعكس هذا الموقف وعيا دبلوماسيا عميقا، ينبع من إدراك المغرب لمكانته الإقليمية والدولية، وقناعته بأن الرد لا يكون عبر الانجرار إلى سجالات إعلامية عقيمة، بل من خلال الوقائع الميدانية والمبادرات المسؤولة التي تعزز مصداقيته على الساحة الدولية.

تزوير يكشف عزلة وخطاب بائس
يعكس لجوء الجزائر إلى تزوير وثيقة ونشرها عبر وسائلها الإعلامية يعد انحدارًا في المعايير المهنية والأخلاقية، بل يفضح أيضا أزمة خطاب عميقة داخل نظام يعيش عزلة إقليمية متزايدة، يحاول التغطية على إخفاقاته بفبركة وقائع لا أساس لها من الصحة، يواصل المغرب في المقابل نهجه المتزن، معتمدا على شرعيته الدولية، واستقرار مؤسساته، وقوة مواقفه الاستراتيجية، ماضيا بثقة في تنفيذ مشاريعه التنموية وتحركاته الدبلوماسية الرصينة، بعيدًا عن منطق الدعاية والتضليل.

شروط النشر:

يُرجى الالتزام بأسلوب محترم في التعليقات، والامتناع عن أي إساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات.
يُمنع تمامًا توجيه أي عبارات تمسّ الأديان أو الذات الإلهية، كما يُحظر التحريض العنصري أو استخدام الألفاظ النابية.

الأخبار 24 جريدة إلكترونية مغربية شاملة تتجدد على مدار الساعة ، تقدم أخبار دقيقة وموثوقة.
    نعتمد على إعداد محتوياتنا بالتحري الجاد والالتزام التام بأخلاقيات مهنة الصحافة المتعارف عليها دولياً، مما يضمن جودة الخبر ومصداقيته.

قلق دولي من تداخل الأنشطة الإرهابية أفاد دبلوماسي أوروبي مقيم…
×
Verified by MonsterInsights