عامل إقليم القنيطرة يترأس حفل
مليكة بوخاري
في مشهد مفعم بالوقار والرمزية، احتضنت عمالة إقليم القنيطرة، صباح اليوم الجمعة 23 ماي الجاري، حفل توديع الحجاج المتوجهين إلى الديار المقدسة، جرى هذا اللقاء في القاعة الكبرى للإجتماعات بعمالة الإقليم، مناسبة لتوزيع الوثائق كترجمة ملموسة لسياسة القرب التي تنتهجها الدولة في رعاية شعائر الدين وتحويلها إلى لحظة ذات طابع وطني وأخلاقي بامتياز.
البعد المؤسساتي والديني في تناغم
ترأس الحفل عامل إقليم القنيطرة السيد عبد الحميد المزيد، في حضور لافت لرموز السلطة المحلية، وشخصيات مدنية وعسكرية، إلى جانب مسؤولين دينيين وإداريين، هذا الحضور المكثف لم يكن عفويا، بل يعكس وعيا عميقا بأهمية الحج كمحطة تربوية وروحية، تتجاوز بعدها الشخصي إلى أفق أوسع يتمثل في تمثيل الوطن وقيمه في محفل أممي.
مداخلة السيد عامل الإقليم
استهل اللقاء بكلمة ألقاها السيد العامل اتسمت بنبرة وجدانية وتوجيهية، حيث وصف الحجاج بـ”سفراء المغرب”، محملا إياهم مسؤولية أخلاقية تمثل الوطن في بقاع تتقاطع فيها ثقافات المسلمين من مختلف الجنسيات، وذكّر بالمكانة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، لحجاج المملكة، من خلال تسخير طواقم متعددة الاختصاصات لمرافقتهم وتيسير أداء المناسك في أجواء آمنة ومنظمة، وشدد على أهمية الالتزام بالتوجيهات التنظيمية التي تصدرها الجهات المختصة.
بين العلم والسلوك توجيهات تربوية لحج واع
ولم يكن البعد الروحي غائبا عن فقرات الحفل، إذ قدّم رئيس المجلس العلمي المحلي مداخلة ذات طابع تأطيري، جمعت بين الفقه والسلوك، مؤطرا الحجاج بمجموعة من التوصيات التي تهدف إلى ضمان أداء صحيح للشعيرة، بعيدا عن الانفعالات أو الأخطاء التي قد تفرغ التجربة من عمقها التعبدي، وتوقف المتحدث عند ضرورة التزود بالعلم، ليس فقط لضمان صحة المناسك، بل أيضا لتعزيز وعي الحاج بأبعاد الرحلة، باعتبارها تمرينا على الصبر وضبط النفس، ومناسبة لتجسيد القيم الإسلامية في سلوك الفرد، كما نبّه إلى مخاطر الانشغال بالشكل على حساب الجوهر، داعيا إلى جعل التقوى محورا مركزيا لهذه الرحلة الإيمانية.
الحج لحظة دبلوماسية للمغاربة البسطاء
يمكن قراءة أعمق لما جرى، باعتبار هذا الحفل جزءا من ما يمكن تسميته بـ”الدبلوماسية الشعبية”، حيث يتحول المواطن البسيط إلى حامل لرسالة حضارية، فالحج لم يعد مجرد فريضة دينية، بل مناسبة لنسج صورة رمزية عن المملكة المغربية في الخارج، عبر سلوكيات الحجاج ومظاهر انضباطهم وأخلاقهم.
مواطن برؤية تمثيلية
تمتزج هذه المقاربة، بين الروحي والمدني، وبين التأطير الأخلاقي والوظيفة التمثيلية، والتي تعبر عن وعي مؤسسات الدولة بأهمية الاستثمار في المواطن كفاعل رمزي في محافل العولمة الدينية، ويبدو أن إقليم القنيطرة، قدم من خلال هذا الحفل، نموذجا يحتذى به في هذا الاتجاه.
دعاء الولاء والختام
اختتم حفل التوديع ، بما تضمنه من رسائل رمزية وتعبوية، ورفعت أكف الضراعة بالدعاء إلى الله عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، ويمتعه بموفور الصحة والعافية، ويقر عينه بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة














