عمالة القنيطرة تحتفي باليوم الوطني

الأخبار 24 :حكيمة القرقوري

إحتضنت عمالة إقليم القنيطرة صباح اليوم الأحد 10 غشت الجاري على الساعة الحادية عشرة فعاليات اللقاء التواصلي السنوي المنظم بمناسبة اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج، احتفاءا بالعاشر من غشت من كل سنة، والذي يمثل محطة وطنية للتعبير عن اهتمام المملكة المغربية بمغاربة العالم، جاء هذا اللقاء هذه السنة تحت شعار “ورش الرقمنة: ترسيخ لخدمات القرب لمغاربة العالم”، في ظل سياق يشهد فيه المغرب تسارعا غير مسبوق في التحول الرقمي عبر مختلف القطاعات.

الرقمنة محور اليوم الوطني للجالية
يبرز هذا الشعار مدى إدراك السلطات المغربية لأهمية الرقمنة كرافعة أساسية لتحديث الإدارة وتسهيل الارتباط بين الوطن وأبنائه بالخارج، في وقت باتت فيه التكنولوجيا الرقمية محورا رئيسيا لتطوير الخدمات العمومية وجعلها أكثر قربا وفاعلية، لم يكن هذا اللقاء مناسبة احتفالية، بل منصة للحوار حول مستقبل العلاقة بين الإدارة والجالية، والتركيز على تجويد الخدمات وتيسير الولوج إليها عبر الأدوات الرقمية الحديثة.

حضور رسمي وازن
ترأس عامل إقليم القنيطرة، السيد عبد الحميد المزيد مرفوقا بشخصيات مدنية، عسكرية وأمنية، إلى جانب السلطات المحلية ورؤساء المصالح الداخلية والخارجية، وفاعلين سياسيين وممثلي المجتمع المدني ووسائل الإعلام منها الأخبار 24، وقد شهد اللقاء حضورا لافتا من أفراد الجالية المغربية العائدة من مختلف أنحاء العالم لقضاء عطلتهم الصيفية، مما أضفى على الفعالية بعدا تشاوريا متجددا، يجمع بين روح الطموح الإصلاحي والتفاعل المباشر مع انشغالات مغاربة العالم، يعكس هذا اللقاء المتنوع مدى حرص السلطات على توطيد قنوات التواصل والانصات للجالية، في إطار استراتيجية شمولية تهدف إلى ترسيخ الروابط وتعميق المشاركة الفعالة في قضايا التنمية الوطنية.

مغاربة العالم في قلب التحول الرقمي
لم يكن اختيار ورش الرقمنة شعارا لليوم الوطني للجالية المغربية هذه السنة محض صدفة، بل جاء ليجسد تحولا استراتيجيا في توجهات الدولة لتحديث الإدارة وتيسير علاقتها بمغاربة العالم، لم تعد الرقمنة، في هذا السياق ترفا تقنيا، بل أضحت ضرورة ملحة تفرضها تطلعات الجالية وظروفها الخاصة، سواء خلال فترة إقامتها بالخارج أو عند عودتها المؤقتة إلى أرض الوطن، وقد شكل اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على حزمة من البرامج والمنصات الرقمية التي تمت إطلاقها في الآونة الأخيرة، من أجل تمكين أفراد الجالية من تدبير معاملاتهم الإدارية والقانونية والعقارية عن بعد، دون المواجهة بجدران البيروقراطية أو مشقة التنقل، يعكس هذا الورش الطموح رغبة الدولة في بناء نموذج إداري أكثر نجاعة وانفتاحا، يراعي خصوصيات الجالية المغربية ويجعل من الرقمنة أداة أساسية للثقة وتيسير الخدمات.

جالية فاعلة وإدارة منصتة
لم تخلُ أشغال اللقاء من لحظات حوارية نابضة، عبّر خلالها أفراد الجالية المغربية عن تطلعاتهم ومطالبهم الملحة، التي تراوحت بين الرغبة في تبسيط المساطر المرتبطة بالاستثمار والعقار والتوثيق والعدالة، والدعوة إلى الارتقاء بجودة التعليم والتكوين لأبناء الجالية، سواء داخل الوطن أو خارجه، كما سلطت المداخلات الضوء على إشكالات الاستقبال والتواصل داخل الإدارات المغربية، ومع القنصليات بالخارج، وهو ما يعكس عمق الرهانات المرتبطة بتجويد العلاقة بين الجالية ومؤسسات الدولة، جددت السلطات المحلية تفاعلها مع الجالية المغربية، والتزامها بالإنصات والتفاعل البناء، مؤكدة عزمها على تجويد الخدمات وتيسير المساطر، في أفق إرساء سياسات عمومية أكثر نجاعة وإنصافا، تستجيب لخصوصيات الجالية المغربية ومواكبة أدوارها المتصاعدة كمكون وازن في معادلة التنمية والاستثمار الوطنيين.

رقمنة العلاقة بين الجالية والإداراة
لم يكن اللقاء التواصلي لهذه السنة احتفال رمزي أو تقليد مناسباتي عابر، بل مثل تحولا نوعيا في مسار تجسير العلاقة بين الوطن الأم وجاليته المنتشرة عبر العالم،  بدا ذلك واضحا بروح استشرافية ومقاربة رقمية حداثية، وأن الدولة المغربية تتجه نحو إعادة هندسة علاقتها بمغاربة الخارج، من خلال إدماج الرقمنة كخيار استراتيجي لتقريب الإدارة من المواطن، أينما وُجد، يأتي هذا التوجه انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية، التي ما فتئت تشدد على ضرورة صيانة روابط الانتماء وترسيخ جودة الخدمات للجالية المغربية، بما يعكس الاعتراف المتجدد بدورها الحيوي في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني، تبلورت ملامح مرحلة جديدة من العلاقة بين الإدارة والجالية، في ظل تسارع وتيرة التحول الرقمي،
عنوانها الفعالية والشفافية، حيث تغدو المنصات الرقمية جسورا متينة تربط المغاربة المقيمين بالخارج بمؤسسات بلدهم الأم، وتساهم في تمكينهم من لعب أدوار أكثر تأثيرا في دينامية التنمية الوطنية.