مسعد بولس واشنطن تدعم الحكم الذاتي

يشهد ملف الصحراء المغربية هذه الأيام مرحلة دبلوماسية حساسة، مع اقتراب تصويت مجلس الأمن الدولي يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، تمديد ولاية بعثة المينورسو، وصياغة قرار جديد يتعلق بالنزاع الممتد منذ عقود، لإرساء قاعدة دولية جديدة تتعامل مع القضية وفق مقاربة سياسية أكثر واقعية.

جهود واشنطن ودعم للحكم الذاتي

أوضح مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية، في حوار مع قناة “سكاي نيوز”، أن واشنطن تبذل جهودا دبلوماسية مستمرة مع جميع الأطراف، خصوصا المغرب والجزائر، للوصول إلى تسوية سياسية مرضية قدر الإمكان، لتحقيق حل نهائي لهذا الملف الذي عمر لقرون، وقد كشف بولس عن تفاؤل الإدارة الأميركية بإمكانية إحراز تقدم لحل نهائي للنزاع، مؤكدا أن تجاوز أزمة الصحراء المغربية تمثل عنصرا جوهريا لتطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر وإطلاق دينامية تعاون إقليمي في شمال إفريقيا، وأضاف أن جميع الملفات، بما في ذلك تمديد ولاية بعثة المينورسو لمراقبة وقف إطلاق النار، تخضع لمراجعة دقيقة معتمدة بدبلوماسية نشطة من المبعوث الأممي دي ميستورا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وفي هذا الإطار، يبرز النص الأميركي الجديد الذي يؤكد أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل الإطار الأكثر واقعية لحل سياسي دائم للنزاع، بما يجسد رؤية واشنطن للحل المستدام في المنطقة.

ثبات الموقف الأميركي وتفاؤل بالحل

أكد مسعد بولس أن موقف الإدارة الأميركية حول ملف الصحراء المغربية ثابت منذ عهد الرئيس السابق ترامب، واستمراره بلا تغيير في عهد الرئيس الحالي، مشيرا إلى الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه ودعم مبادرة الحكم الذاتي بوصفها الحل الأكثر واقعية وعملية للنزاع، وأضاف أن المغرب منفتح على حوار بناء من أجل ضمان الاستقرار الإقليمي الذي يحظى بدعم متزايد من المجتمع الدولي، فيما يزداد ترسيخ موقف المملكة داخل أروقة مجلس الأمن، وفي المقابل، تظل الجزائر والبوليساريو معارضتين للتوجه الأميركي، معتبرتين أن المقترح ينحاز للموقف المغربي ويغفل ما تصفه بحق تقرير المصير، وأكدت الجزائر تمسكها برؤيتها التي تعتبر الصحراء قضية تصفية استعمار لم تكتمل بعد، محذرة من أي ميل لمجلس الأمن عن قرارات الشرعية الدولية، بينما أعلنت البوليساريو رفضها المشاركة في أي مسار سياسي لا يضمن هذا الحق، رغم ذلك، يسود تفاؤل بإمكانية إحراز تقدم سياسي، بالدور الفاعل للوساطة الأميركية التي تسعى إلى بناء توافق حول مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ويشير محللون إلى أن هذا التوجه قد يفتح آفاقا جديدة للتسوية، بما يعزز الاستقرار بمنطقة المغرب العربي، ويعيد للأمم المتحدة دورها كوسيط رئيسي في النزاع.