مهرجان القنيطرة نافذة الإبداع للأطفال
الأخبار 24 : حكيمة القرقوري
تفتح حديقة لوفالون أبوابها على امتداد ثلاثة أيام من “23 و24 و25 غشت 2025″، لاحتضان مبادرة “عالم الأطفال”، ابتداءامن الساعة الثانية عشرة زوالا، في إطار الأنشطة الموازية للنسخة الأولى من مهرجان القنيطرة الثقافي والسياحي، تأتي هذه المبادرة انسجاما مع الرؤية الشمولية للمهرجان، التي تراهن على إشراك مختلف الفئات الاجتماعية في صناعة الحدث، وجعل الثقافة والترفيه تجربة جماعية جامعة، تكتسي مبادرة “عالم الأطفال” بعدا استثنائياً، إذ لا تقتصر على تقديم لحظات من الترفيه، بل تهم غرس قيم الإبداع والتفاعل لدى الناشئة، من خلال ورشات وأنشطة تربوية مصممة خصيصا لتلبية احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، تشكل بذلك أكثر من مجرد برنامج ترفيهي، لتتحول إلى مساحة للتعلم غير النظامي الذي يساهم في تنمية مهارات الطفل وتوسيع آفاقه.
الطفولة في صميم الرؤية الثقافية
يبدو إدماج الأطفال ضمن فعاليات المهرجان، وعيا متناميا بدور هذه الفئة للمستقبل الثقافي للمدينة، تتجاوز الرؤية الحاضر لتضع الاستثمار في الناشئة كخيار استراتيجي، عبر توفير فضاءات آمنة ومحفزة على الإبداع، في زمن تزداد فيه الحاجة إلى مبادرات تمزج بين الترفيه والتنشئة السليمة، يأتي برنامج “عالم الأطفال” ليجسد هذا التوجه، محولا الحديقة إلى مسرح مفتوح عائلي وللتفاعل الجماعي، يمنح الصغار فرصة للعب واكتشاف مهاراتهم، وايضا ترسيخ صورة المهرجان كحدث جامع يتقاطع فيه البعد الثقافي مع البعد الاجتماعي، وتبرز قناعة أساسية مفادها أن الثقافة لا تكتمل إلا بمشاركة الأطفال، باعتبارهم الحاملين الفعليين لاستمرارية الهوية والقدرة على الانفتاح في الوقت ذاته.
جيل المستقبل في قلب المهرجان
يعكس هذا التوجه وعي المنظمين بأهمية إدماج الأطفال في الحياة الثقافية للمدينة، باعتبارهم الامتداد الطبيعي للهوية الوطنية وضمان استمراريتها في سياق منفتح ومتجدد، لم تعد المهرجانات عروض فنية أو فلكلورية موجهة للكبار، بل أضحت تراهن على بناء ذاكرة جماعية مشتركة لدى الأجيال الصاعدة، عبر أنشطة هادفة تستجيب لاهتماماتهم وتلامس احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، يشكل برنامج “عالم الأطفال” فضاءا للتفاعل الجماعي، من خلال ورشات إبداعية وألعاب تربوية وفقرات تنشيطية متنوعة، تعيد الاعتبار لفضاءات اللعب باعتبارها رافعة للتربية غير النظامية، وهكذا تتجاوز المبادرة بعدها الترفيهي البسيط لتتحول إلى رهان استراتيجي على الطفولة، بما يجعلها ركيزة أساسية لأي مشروع تنموي يهم تحقيق الاستدامة والارتقاء المجتمعي.
الطفولة في قلب المهرجان
تراهن القنيطرة، من خلال تخصيص فضاء للأطفال ضمن فعاليات مهرجانها الثقافي والسياحي، على ترسيخ صورتها كمدينة حاضنة للثقافة والترفيه، وجعل المهرجان منصة جامعة تنفتح على مختلف الفئات، لا يتوقف المهرجان عند حدود إحياء الذاكرة التراثية بعروض التبوريدة والفنون، بل يسعى في الآن ذاته إلى إشراك الناشئة في صناعة المشهد الثقافي منذ وقت مبكر، بما يرسخ حضورهم كفاعلين في المستقبل الثقافي للمدينة، وقد تزداد قيمة هذه المبادرة بما تحمله من بعد احتفالي داخل فضاء الحديقة، حيث تثري الفقرات الموسيقية والعروض التفاعلية التجربة، لترسم الابتسامة على وجوه الأطفال ومنح الأسر لحظات مميزة، يتحول النشاط من برنامج ترفيهي إلى تجربة جماعية ذات أبعاد تربوية واجتماعية، تؤكد أن الثقافة ليست حكرا على الكبار، بل حق مشترك للتماسك الأسري وتكريس للاندماج المجتمعي، وبهذا التصور يخطو المهرجان خطوة إضافية نحو إعادة دوره، ليس كفضاء للاحتفاء بالتراث، بل كأداة لتجديد العلاقة بين المدينة وساكنتها عبر إبداع لحظات إنسانية جامعة، تبرز هذه المقاربة أن الاستثمار في الطفولة استثمار للمستقبل، وإشراك الصغار اليوم يعني ضمان استمرارية الهوية والانفتاح غدا.














