حكيمة القرقوري
مواجهة حرائق الغابات والتدابير الوقائية
مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، توقع مخاطر حرائق الغابات بالمملكة، التي تعتبر كوارث طبيعية مدمرة تهدد البيئة والحياة البشرية، قد تعود هذه المخاطر إلى الأنشطة البشرية المتزايدة في المناطق القروية، والسياحة البيئية في المنتزهات الغابوية.
في هذا السياق، تبادر جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ سنويا بتنظيم أنشطة توعوية بأهمية الغابات حسب اليوم الدولي للغابات الذي يصادف 21 مارس من السنة الجارية ، والذي اتخد له شعار “الغابات والابتكار: حلول جديدة لعالم أفضل”.
تقوم المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالقنيطرة، بتنسيق مع جمعية المنارات، بإحياء اليوم الوطني للتحسيس بحريق الغابات بالمغرب الذي يصادف 21 ماي، تحت شعار “معا لنحمي الغابات”، سيتم تنظيم أسبوع تحسيسي للحد من حرائق الغابات من 21 إلى 26 ماي 2024 في فضاءات عمومية وإيكولوجية بمدينة القنيطرة، يشمل ورشات تحسيسية وعروضا وثائقية “فديوهات” ، وكذلك مناورات لمحاكاة حرائق الغابات بحضور الوقاية المدنية والقطاعات المعنية بالتدخل عند حدوث الحرائق .
يأتي هذا الحدث في إطار البرنامج الوطني للجنة المديرية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية، وفق اجتماعها بمقر الوكالة الوطنية للمياه والغابات في 16 ماي 2024، برئاسة المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات ،بحضور جميع الشركاء المعنيين ، شكل الاجتماع فرصة لتقييم نتائج حرائق الغابات لسنة 2023 ،وكما تم استعراض التدابير والوسائل المعبأة للموسم الجديد 2024.
جهود مكثفة لمكافحة حرائق الغابات في المغرب
للاشارة أن حرائق الغابات تشمل عن عوامل طبيعية منها البرق والجفاف الشديد والرياح الشرقية. بينما تشمل العوامل البشرية، الإهمال في إطفاء النيران، إلقاء ما تبقى من السجائر، والحرق المتعمد.
يُعتبر المجال الغابوي مجالا طبيعيا مفتوحًا يتعرض لضغوطات تؤثر سلبا على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بالأنشطة البشرية التي قد تحدث نشوب حرائق في فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة وتنخفض رطوبة الهواء وشدة الرياح الجافة الشرقية.
وقد تم تصنيف أنواع حرائق الغابات إلى ثلاثة:
– حرائق سطحية تلتهم الأعشاب والنباتات القصيرة
– حرائق متوسطة تصيب الأشجار والشجيرات المتوسطة الارتفاع
– حرائق تاجية تلتهم أطراف الأشجار العليا وتُعدّ الأكثر خطورة.
الآثار التي تخلفه هذه الحرائق
– تدمير الموائل الطبيعية، موت الحيوانات والنباتات، انبعاث غازات الدفيئة، تلوث الهواء والماء، وانجراف التربة.
– على الصعيد الإنساني، تشكل الحرائق تهديدا لسلامة السكان، تؤدي إلى إجلائهم، تتسبب في خسائر اقتصادية فادحة، وتلحق أضرارًا بالممتلكات والبنية التحتية، وتسبب مشاكل صحية ناتجة عن التلوث.
وللحد من حرائق الغابات، التركيز على التوعية بأهمية حماية الغابات ومخاطر الحرائق، وإجراء مناورات محاكاتية بمشاركة المجتمع المدني والسكان المحليين ، الوقاية تتضمن تطبيق القوانين بصرامة، مراقبة الغابات، إزالة المواد القابلة للاشتعال، وإنشاء ممرات حرائق وتجهيزات للتصدي بتنبؤ الحرائق لمكافحتها، توفير فرق مدربة ومجهزة بالمعدات اللازمة واستخدام تقنيات حديثة لإخماد النيران.
عند حدوث حريق، ينبغي الحفاظ على الهدوء، مغادرة المنطقة المهددة، الاتصال بخدمات الطوارئ، واتباع تعليمات رجال الإطفاء. بعد إخماد الحريق، يتعين المساعدة في إعادة تأهيل المنطقة المتضررة ودعم المنظمات العاملة في مجال حماية الغابات.
حرائق الغابات مسؤولية الجميع، وتضافر الجهود لمنعها لحماية بيئتنا والحفاظ على مستقبلنا.