القرقوري حكيمة
مهرجان التراث والتبوريدة إحتفاء بتنوع التقاليد العريقة بالقنيطرة
تحتفي مدينة القنيطرة بمناسبة الذكرى 71 لثورة الملك والشعب، وعيد الشباب، بحضور رئيس الدائرة ، وقائد قيادة أولاد أوجيه والسلطات المحلية، والأمن الوطني بمختلف أشكاله وتلاوينه، قوات المساعدة والوقاية المدنية، بفعاليات النسخة الثانية من مهرجان التبوريدة، الذي نظمته فيدرالية الغرب بفضاء أولاد أوجيه، لتثمين هذا الفن التراثي العريق تحت شعار “التبوريدة في خدمة التنمية المجالية”، ويعد المهرجان منصة لإحياء هذا الفن،الذي يعتبر حدثا بارزا في الساحة الثقافية المغربية، حيث يسلط الضوء على التراث اللامادي الذي يعكس غنى وتنوع الهوية المغربية، الذي يعد أحد العناصر الأساسية في هذا التراث، ويكشف عن عمق جذوره التاريخية، وتعزيز مكانته ضمن التراث الثقافي المغربي.
نافذة على التراث
انطلقت فعاليات المهرجان يوم الخميس 22 غشت 2024، وتستمر حتى الأحد 25 غشت 2024، شارك في المهرجان 27 سربة من مختلف مناطق جهة الغرب سلا القنيطرة، مما يتيح فرصة لاستعراض مهارات الفرسان في فن التبوريدة، وكما يفتح هذا المهرجان نافذة على التقاليد العريقة، مبرزاً فن التبوريدة كفن متميز يتجاوز كونه مجرد عرض تقليدي، بل ممارسة فنية تعكس أسلوب حياة فريدة، مما يجعلها مختلفة تماما عن أي تراث آخر، رغم تعدد المهرجانات التي تحتفي بالتبوريدة، إلا أن الفعاليات الحالية لا تفي بالغرض المطلوب في زمن يتراجع فيه الاهتمام بالموروث الشعبي، فمن دون الحفاظ على هذا التراث، لا يمكن للدول ضمان هويتها واستمراريتها في الزمن المعاصر، إن التراث ليس مجرد إكسسوار، بل هو إطار فكري يتشكل منه الوعي الجماعي، ويعكس روح الحضارة وذاكرتها، فالبلدان التي تتمتع بتاريخ عريق تمتلك القدرة على الحفاظ على حضارتها، مما يساهم في تشكيل الهوية المغربية الراهنة.
حضور جماهيري
شهدت فعاليات اليوم الثاني إقبالا كبيرا ، من عدد الزوار محبي التبوريدة على المستوى الوطني ، مما يعكس أهمية هذا الحدث لتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين سكان الإقليم والجهة وزوارها، ومن المتوقع أن يتزايد عدد الزوار، لأن المهرجان يتيح فرصة للمغاربة لاستعادة الاتصال بتاريخهم وفهم طبيعة هذه الممارسة الفنية، التبوريدة، بمثابة تعبير حيوي عن الهوية الثقافية، حيث تبرز من خلالها نوع اللباس والكلام والحركة، واستعادة نمط حياة القبائل، مقدمة مشهدا تقليديا، بهذه الممارسة، معتبرين إياها جزءا لا يتجزأ من تراثهم الفني، تمثل التبوريدة ذاكرة جماعية، تحتفظ بها الأجيال وتعيد إنتاجها من خلال الفنون والاحتفالات.
التنظيم والعروض
تتميز هذه النسخة من المهرجان بتنظيم جيد، وعروض شيقة تقدمها السربات المشاركة، مما خلق أجواءا حماسية وفخرية بالتراث الوطني، أزياء الفرسان التقليدية وألوانها الزاهية تجسد عراقة هذا الفن وتلامس قلوب الحضور، فلا يقتصر المهرجان على الجانب الثقافي فحسب، بل يسعى لتحقيق أهداف تنموية أيضا، حيث يسلط الضوء على إمكانيات الجهة في دعم التنمية المجالية من خلال الحفاظ على التراث وترويجه، ليبقى رمزا من رموز الانتماء والهوية، ووسيلة للتواصل بين الأجيال، تأتي هذه النسخة من المهرجان في سياق جهود فيدرالية الغرب المتواصلة لتثمين فن التبوريدة وضمان استمراريته، من خلال تنظيم فعاليات دورية، كما تسعى الفيدرالية لنشر الوعي بأهمية التراث وتاريخ المغرب العريق.
أنشطة متنوعة وفرصة للعودة إلى الجذور
إلى جانب عروض التبوريدة، يشهد المهرجان تنوعا في الأنشطة الترفيهية، حيث تم تنظيم “معرض” لتقديم ألعاب ممتعة لجميع الفئات العمرية، يضم هذا الفضاء مجموعة متنوعة من الألعاب والمراجيح، فمهرجان التبوريدة يعد فرصة ودعوة للعودة إلى الجذور والتفكر في الهوية الثقافية المغربية، ويجسد للتراث اللامادي الذي يتطلب منا التقدير والاحتفاء، لضمان استمرارية هذا الإرث الثمين للأجيال القادمة بإقليم القنيطرة .