رحلة الأمازيغية في الإحصاء المغربي تشكيل الهوية

رحلة الأمازيغية في الإحصاء المغربي تشكيل الهوية الوطنية المغربية


رحلة الأمازيغية في الإحصاء المغربي 

في خطوة متأخرة تحت وطأة الانتقادات، حاول أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، تدارك الإغفال الذي شاب إدراج اللغة الأمازيغية في الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، وقد إعتبر هذا الإغفال بمثابة تهميش للغة الأمازيغية، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المغربية، مما أدى إلى ردود غاضبة من جمعيات ونشطاء معنيين بهذا الموضوع، وفي هذا السياق، نشرت المندوبية على منصاتها الاجتماعية محتويات تتعلق بالإحصاء باللغة الأمازيغية، مرفقة بصورة لأسرة مغربية مع العبارة “غدا بين يدينا” باللغتين الأمازيغية والعربية، ومن الملاحظ أن كافة ندواتها وحملاتها السابقة قد اقتصرت على اللغتين العربية والفرنسية، وعلى الرغم من أن الأمازيغية تُعتبر لغة رسمية وفقا للدستور المغربي، فقد تم تجاهلها بشكل شبه كامل في الوثائق والحملات المتعلقة بالإحصاء، مما أثار استياء واسعا بين المواطنين.

التركيز على الفرنسية

لقد تم الاعتماد بشكل رئيسي على اللغة الفرنسية في الحملة الإعلانية الخاصة بالإحصاء، التي بلغت تكلفتها حوالي ملياري سنتيم، دون أي إشارة تذكر إلى الأمازيغية، هذا الوضع دفع العديد من النشطاء والهيئات إلى الدعوة لمقاطعة الإحصاء، أو على الأقل رفض استخدام أي لغة أخرى غير الأمازيغية عند استجوابهم من ممثلي المندوبية.

احتجاج ضد التهميش

يرى هؤلاء النشطاء في موقفهم هذا تعبيرا عن احتجاجهم ضد “التهميش” الذي تمارسه المندوبية تجاه لغة وطنية ورسمية، تأتي هذه الخطوة من الحليمي في وقت يتزايد فيه الضغط لإبعاده عن منصبه، حيث اعتبر البعض أن هذا الإهمال “سقطة دستورية وأخلاقية”، ومن المتوقع من الذين يتولون مسؤوليات في مؤسسات دستورية، أن يكونوا أكثر حرصا على احترام كافة مكونات الهوية الوطنية، إن إدراج اللغة الأمازيغية في الإحصاء العام للسكان والسكنى يعد خطوة أساسية نحو تعزيز الهوية الوطنية وضمان تمثيل جميع مكوناتها، واستمرار النقاش حول حقوق اللغات والثقافات بالمغرب، يبقى الأمل معقودا على اتخاذ خطوات فعلية تعكس التنوع اللغوي والثقافي الذي يتميز به البلد.


تحقق أيضا

الملك محمد السادس يستقبل رئيس الجمهورية الإسلامية

جلالة الملك محمد السادس يستقبل رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية

جلالة الملك محمد السادس يستقبل في ما يلي بلاغ الديوان الملكي          …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *