استعراض جزائري لمعدات سوفيتية
في مشهد أثار موجة من السخرية على منصات التواصل الاجتماعي، نظم الجيش الجزائري يوم الجمعة فاتح نونبر استعراضا عسكريا بمناسبة الذكرى السبعين لثورة التحرير، وقد قوبل هذا العرض بانتقادات واسعة بسبب عرض معدات عسكرية قديمة تعود إلى الحقبة السوفيتية، وعلى رأسها العربة المدرعة “شيلكا” التي صممت في الستينات، رغم الترويج الرسمي لهذا العرض كأحد أكبر العروض في تاريخ البلاد، وقد عبر المواطنون عن خيبة أملهم من مستوى العتاد المعروض، معتبرين أن المشهد لا يتناسب مع تطلعات الجزائر كقوة إقليمية.
سخرية على منصات التواصل الاجتماعي
تحول الاستعراض العسكري إلى مادة خصبة للتهكم على وسائل التواصل، حيث وصفت المعدات بالخردة السوفيتية، وأشار المعلقون إلى الفجوة الكبيرة بين الطموحات التي حاول النظام تسويقها والواقع الفعلي، كما زادت جودة البث الضعيفة للتلفزيون الرسمي من حدة الانتقادات، حيث بدت المشاهد باهتة، مما عكس حالة من التقادم في كل من المعدات والتقنيات المستخدمة في التصوير.
تهكم على القيادات العسكرية
كما أثارت مشاهد الجنرالات المسنين سخرية المتابعين، خصوصا مع استخدام المذيع عبارات مبالغ فيها لوصف المعدات، مما اعتبره البعض ترويجا خياليا بعيدا عن الواقع، وقد سلطت الانتقادات الضوء على قادة الجيش المسنين، مما أثار تساؤلات حول استعداد الجيش لضخ دماء جديدة في صفوفه، وكما علق أحد المتابعين بالقول: “الجيش بحاجة إلى شباب قادر على مواكبة العصر، وليس إلى قادة عجزة تجاوزهم الزمن”.استعراض قديم بميزانية ضخمة
تعود عربة “شيلكا” السوفيتية، التي كانت تعتبر في يوم من الأيام من القطع العسكرية المبهرة، لتصبح اليوم مصدرا للضحك أكثر من الإعجاب، هذا الاستعراض يأتي بعد أن قوبل عرض مماثل في يوليوز 2022 بانتقادات مماثلة، حيث كانت التوقعات تشير إلى عرض صواريخ حديثة مثل “إسكندر” و”S-400″، لكن العرض جاء مخيبا للآمال، رغم رفع الإنفاق العسكري إلى أكثر من 25 مليار دولار لسنة 2025، تظل المعدات المعروضة قديمة، مما يثير تساؤلات حول كيفية استغلال هذه الميزانية.الفجوة بين السلطة والشعب
بينما يستعرض النظام قوته العسكرية، يعيش المواطن الجزائري أزمة اقتصادية خانقة، حيث تتزايد طوابير الانتظار للحصول على المواد الأساسية منها : الحليب_الخضر واللحوم، تعكس معاناة المواطنين ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع فرص العمل، مما يعزز التساؤلات حول أولويات النظام الذي يبدو أكثر اهتماما بالاستعراضات العسكرية من تقديم حلول حقيقية لتحسين ظروف الحياة اليومية.
هذا الاستعراض العسكري بالجزائر رمزا لسوء إدارة الموارد العامة وفشل النظام في مواكبة متطلبات العصر، وبينما ينتظر المواطنون إصلاحات جذرية تعود بالنفع على حياتهم، يبدو أن النظام منشغل “ببروباغندا عسكرية” لا تلامس الواقع، مما يعمق الفجوة بين السلطة والشعب ويعزز من مطالب الجزائريين بالتغيير الحقيقي الذي يضع أولوياتهم في الصدارة.